كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 23 @
قد أمر أصحابه أن لا يحملوا حتى يأمرهم وقال أن اكتنفكم القوم فانضحوهم عنكم بالنبل ونزل في العريش ومعه أبو بكر وهو يدعو ويقول
اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض اللهم أنجز لي ما وعدتني ولم يزل حتى سقط رداؤه فوضعه عليه أبو بكر ثم قال له
كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك وأغفى رسول الله في العريش إغفاءة وانتبه ثم قال يا أبا بكر أتاك نصر الله هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثنايا النقع وأنزل الله { إذ تستغيثون ربكم } الآية وخرج رسول الله وهو يقول { سيهزم الجمع ويولون الدبر } وحرض المسلمين وقال
والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة
فقال عمير بن الحمام الأنصاري وبيده تمرات يأكلهن بخ بخ ما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ثم ألقى التمرات من يده وقاتل حتى قتل
ورمي مهجع مولى عمر بن الخطاب بسهم فقتل فكان أول قتيل ثم رمي حارثة بن سراقة الأنصاري فقتل وقاتل عوف بن عفراء حتى قتل واقتتل الناس قتالا شديدا فأخذ رسول الله حفنة من التراب ورمى بها قريشا وقال شاهت الوجوه وقال لأصحابه شدوا عليهم فكانت الهزيمة فقتل الله من قتل من المشركين وأسر من أسر منهم
ولما كان رسول الله في العريش وسعد بن معاذ قائم على باب العريش متوشحا بالسيف في نفر من الأنصار يحرسون رسول الله يخافون عليه كرة العدو فرأى رسول الله

الصفحة 23