كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 24 @
في وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس من الأسر فقال له رسول الله لكأنك تكره ذلك يا سعد
قال أجل يا رسول الله أول وقعة أوقعها الله بالمشركين كان الإثخان أحب إلي من استبقاء الرجال وكان أول من لقي أبا جهل معاذ بن عمرو بن الجموح وقريش محيطة به يقولون لا يخلص إلى أبي الحكم قال معاذ فجعلته من شأني فلما أمكنني حملت عليه فضربته ضربة أطنت قدمه بنصف ساقه وضربني ابنه عكرمة فطرح يدي من عاتقي فتعلقت بجلدة من جثتي فقاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي جعلت عليها رجلي ثم تمطيت حتى طرحتها وعاش معاذ إلى زمان عثمان رضي الله عنه
ثم مر بابي جهل معوذ بن عفراء فضربه حتى أثبته وتركه وبه رمق ثم مر به ابن مسعود وقد أمر رسول الله أن يلتمس في القتلى فوجد بآخر رمق قال فوضعت رجلي على عنقه ثم قلت هل أخزاك الله يا عدو الله قال وبما أخزاني أأعمد من رجل قتلتموه أخبرني لمن الدائرة قلت لله ولرسوله
فقال له أبو جهل لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقى صعبا قال فقلت إني قاتلك
قال ما أنت بأول عبد قتل سيده أما إن أشد شيء لقيته اليوم قتلك إياي وألا قتلني رجل من المطيبين الأحلاف فضربه عبد الله فوقع رأسه بين رجليه فحمله إلى رسول الله فسجد شكرا لله
وكان عبد الرحمن بن عوف قد غنم أذراعا فمر بأمية بن خلف وابنه علي فقالا له نحن خير لك من هذه الأدراع فطرح الأدراع وأخذ بيده وبيد ابنه ومشى بهما فقال له

الصفحة 24