كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 25 @
أمية من الرجل المعلم بريشة نعامة في صدره قال حمزة بن عبد المطلب قال أمية هو الذي فعل بنا الأفاعيل ورأى بلال أمية وكان يعذبه بمكة فيخرج به إلى رمضاء مكة فيضجعه على ظهره ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ويقول لا تزال هكذا حتى تفارق دين محمد فيقول بلال أحد أحد فلما رآه بلال قال أمية رأس الكفر لا نجوت إن نجا ثم صرخ يا أنصار الله رأس الكفر رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا
فأحاط بهم المسلمون وقتل أمية وابنه علي وكان عبد الرحمن يقول رحم الله بلالا ذهبت أدراعي وفجعني بأسيري
وقتل حنظلة بن أبي سفيان بن حرب قتله علي بن أبي طالب
ولما انهزم المشركون أمر النبي أن لا يقتل أبو البختري بن هشام لأنه كان أخف القوم على رسول الله وهو بمكة وكان ممن اهتم في نقض الصحيفة فلقيه المجذر بن زياد البلوي حليف الأنصار ومعه زميل له فقال له إن رسول الله قد نهى عن قتلك فقال وزميلي فقال المجذر لا والله قال إذا والله لأموتن أنا وهو ولا تتحدث نساء قريش أني تركت زميلي حرصا على الحياة فقتل ثم أخبر رسول الله بخبره وجيء بالعباس أسره أبو اليسر وكان مجموعا وكان العباس جسيما فقيل لأبي اليسر كيف أسرته قال أعانني عليه رجل ما رأيته قبل ذلك بهيئة كذا وكذا
فقال رسول الله لقد أعانك عليه ملك كريم ولما أمسى العباس مأسورا بات رسول الله ساهرا أول ليلة فقال له أصحابه يا رسول الله مالك لا تنام فقال سمعت تضور العباس في وثاقه فمنع مني النوم فقاموا إليه فأطلقوه فنام رسول الله وقد كان رسول الله قال لأصحابه يومئذ قد عرفت رجالا من بني هاشم وغيرهم أخرجوا كرها فمن لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله ومن لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله فإنه أخرج كرها فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة أنقتل أبناءنا وآباءنا وإخواننا ونترك العباس والله لئن لقيته لألحمنه بالسيف

الصفحة 25