كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 28 @
تفعل النساء ألا متم كراما فسمع رسول الله قولها فقال لها يا سودة على الله وعلى رسوله
فقالت يا رسول الله ما ملكت نفسي حين رأيته أن قلت ما قلت وقال رسول الله استوصوا بالأسرى خيرا وكان أحدهم يؤثر أسيره بطعامه
فكان أول من قدم مكة بمصاب قريش الحيسمان بن أياس الخزاعي فقالوا ما وراءك
قال قتل عتبة وشيبة وأبو الحكم ونبيه ومنبه ابنا الحجاج وعدد أشراف قريش فقال صفوان بن أميه والله إن يعقل فاسألوه عني فقالوا ما فعل صفوان قال هو ذاك جالس في الحجر وقد رأيت أباه وأخاه حين قتلا ومات أبو لهب بمكة بعد وصول خبر مقتل قريش بتسعة أيام وناحت قريش على قتلاهم ثم قالوا لا تفعلوا فيشمت محمد وأصحابه ولا تبعثوا في فداء أسراكم لا يشتط عليكم محمد وكان الأسود بن عبد يغوث قد أصيب له ثلاثة من ولده زمعة وعقيل والحارث وكان يحب أن يبكي على بنيه فبينما هو كذلك إذ سمع نائحة فقال لغلامه وقد ذهب بصره أنظر هل أحل البكاء لعلي أبكي على زمعة فإن جوفي قد احترق فرجع إليه وقال له إنما هي امرأة تبكي على بعير لها أضلته فقال
( أتبكي أن يضل لها بعير ... ويمنعها من النوم السهود )
( ولا تبكي على بكر ولكن ... على بدر تقاصرت الجدود )
( على بدر سراة بني هصيص ... ومخزوم ورهط أبي الوليد )
( فبكي إن بكيت على عقيل ... وبكى حارثا أسد الأسود )
( وبكيهم ولا تسمى جميعا ... فمالا بي حكيمة من نديد )
( ألا قد ساد بعدهم أناس ... ولولا يوم بدر لم يسودوا )

الصفحة 28