@ 29 @
يعني أبا سفيان
ثم إن قريشا أرسلت في فداء الأسرى فأول من فدي أبو وداعة السهمي فداه ابنه المطلب وفدى العباس نفسه وعقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب وحليفه عتبة بن عمرو بن جحدم أمره رسول الله بذلك فقال لا مال لي فقال له رسول الله أين المال الذي وضعته عند أم الفضل وقلت لها إن أصبت فللفضل كذا ولعبد الله كذا ولعبيد الله كذا قال والذي بعثك بالحق ما علم به أحد غيري وغيرها وإني لأعلم انك رسول الله وفدى نفسه وابني أخويه وحليفه وكان قد أخذ مع العباس عشرون أوقية من ذهب فقال احسبها في فدائي فقال النبي لا ذاك شيء أعطانا الله عز وجل
وكان في الأسارى عمرو بن أبي سفيان أسره علي فقيل لأبيه افد عمرا فقال لا أجمع علي دمي ومالي يقتل ابني حنظلة وأفدي عمرا فتركه ولم يفكه ثن إن سعد بن النعمان الأنصاري خرج إلى مكة معتمرا فأخذه أبو سفيان وكانت قريش لا تعرض لحاج ولا معتمر فحبسه أبو سفيان ليفدي به عمرا ابنه وقال
( أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه ... تفاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا )
( فإن بنو عمرو لئام أذلة ... لئن لم يفكوا عن أسيرهم الكبلا )
فمشى بنو عمرو بن عوف إلى النبي فطلبوا منه عمرو بن أبي سفيان ففادوا به سعدا
وكان في الأسارى أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس زوج زينب بنت رسول الله وكان من أكثر رجال مكة مالا وأمانة وتجارة وكانت أمه هالة بنت خويلد أخت خديجة زوج رسول الله فسألته أن يزوجه زينب ففعل قبل أن يوحى إليه فلما أوحي إليه آمنت به زينب وكان رسول الله مغلوبا بمكة لم يقدر أن يفرق بينهما فلما خرجت قريش إلى بدر خرج معهم فأسر فلما بعثت قريش في فداء الأسارى بعثت زينب في فداء أبي العاص زوجها بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها معها فلما رآها رسول الله رق لها رقة شديدة وقال إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا فأطلقوا لها أسيرها وردوا القلادة وأخذ رسول الله عليه أن يرسل زينب إليه بالمدينة وسار إلى مكة وأرسل رسول الله زيد بن حارثة مولاه ورجلا من