@ 30 @
الأنصار ليصحبا زينب من مكة فلما قدم أبو العاص أمرها باللحاق بالنبي فتجهزت سرا وأركبها كنانة بن الربيع أخو أبي العاص بعيرا وأخذ قوسه وخرج بها نهارا فسمعت بها قريش فخرجوا في طلبها فلحقوها بذي طوى وكانت حاملا فطرحت حملها لما ريعت لخوفها ونثر كنانة أسهمه ثم قال والله لا يدنو مني أحد إلا وضعت فيه سهما
فأتاه أبو سفيان بن حرب وقال خرجت بها علانية فيضن الناس أن ذلك عن ذل وضعف منا ولعمري ما لنا في حبسها حاجة فارجع بالمرأة ليتحدث الناس أنا رددناها
ثم أخرجها ليلا وسلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه فقدما بها على رسول الله فأقامت عنده فلما كان قبيل الفتح خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام بأمواله وأموال رجال من قريش فلما عاد لقيته سرية لرسول الله فأخذوا ما معهم وهرب منهم فلما كان الليل أتى إلى المدينة فدخل على زينب فلما كان الصبح خرج رسول الله إلى الصلاة فكبر وكبر الناس فنادت زينب من صفة النساء أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص
فقال النبي والذي نفسي بيده ما علمت بشيء من ذلك وإنه ليجير على المسلمين أدناهم وقال لزينب لا يخلصن إليك فلا يحل لك وقال للسرية الذين أصابوه إن رأيتم أن تردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاءه عليكم وأنتم أحق به
قالوا يا رسول الله بل نرده عليه فردوا عليه ماله كله حتى الشظاظ ثم عاد إلى مكة فرد على الناس مالهم وقال لهم أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله والله ما منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أنما أردت أكل أموالكم ثم خرج فقدم على النبي فرد عليه أهله بالنكاح الأول وقيل بنكاح جديد
وجلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية بعد بدر وكان شيطانا ممن كان يؤذي النبي وأصحابه وكان ابن وهب في الأسارى فقال صفوان لا خير في العيش بعد من أصيب ببدر فقال عمير صدقت ولولا دين علي وعيال أخشى ضيعتهم لركبت