كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 31 @
إلى محمد حتى أقتله فقال صفوان دينك علي وعيالك مع عيالي أسوتهم فسار إلى المدينة فقدمها فأمر النبي عمر بن الخطاب بإدخاله عليه فأخذ عمر بحمالة سيفه وقال لرجال معه من الأنصار ادخلوا على رسول الله واحذروا هذا الخبيث فلما رآه رسول الله قال لعمر اتركه ثم قال ادن يا عمير ما جاء بك قال جئت لهذا الأسير قال اصدقني قال ما جئت إلا لذلك قال بل قعدت أنت وصفوان وجرى بينكما كذا وكذا فقال عمير أشهد أنك رسول الله هذا الأمر لم يحضره إلا أنا وصفوان فالحمد لله الذي هداني للإسلام فقال رسول الله فقهوا أخاكم في دينه وعلموه القرآن وأطلقوا له أسيره ففعلوا فقال يا رسول الله كنت شديد الأذى للمسلمين فأحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعو إلى الله وأوذي الكفار في دينهم كما كنت أوذي أصحابك فأذن له فكان صفوان يقول أبشروا الآن بوقعة تأتيكم تنسيكم وقعة بدر فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو إلى الله فأسلم معه ناس كثير وكان يؤذي من خالفه
وقدم مكرز بن حفص بن الأخيف في فداء سهيل بن عمرو وكان رسول الله يشاور أبا بكر وعمر وعليا في الأسارى فأشار أبو بكر بالفداء وأشار عمر بالقتل فمال رسول الله إلى الفداء فأنزل الله تعالى { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } إلى قوله { لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم } وكان الأسرى سبعين فقتل من المسلمين عقوبة بالمفاداة يوم أحد سبعون وكسرت رباعية رسول الله وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه وانهزم أصحابه فأنزل الله تعالى { أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها } وكان جميع من قتل من المسلمين ببدر أربعة عشر رجلا ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار

الصفحة 31