@ 33 @
$ ذكر غزوة بني قينقاع $
لما عاد رسول الله من بدر أظهرت يهود له الحسد بما فتح الله عليه وبغوا ونقضوا العهد وكان قد وادعهم حين قدم المدينة مهاجرا فلما بلغه حسدهم جمعهم بسوق بني قينقاع فقال لهم احذروا ما نزل بقريش وأسلموا فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل فقالوا يا محمد لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة فكانوا أول يهود نقضوا ما بينهم وبينه فبينما هم على مجاهرتهم وكفرهم إذ جاءت امرأة مسلمة إلى سوق بني قينقاع فجلست عند صائغ لأجل حلي لها فجاء رجل منهم فخل درعها إلى ظهرها وهي لا تشعر فلما قامت بدت عورتها فضحكوا منها فقال إليه رجل من المسلمين فقتله ونبذوا العهد إلى رسول الله وحاصرهم خمس عشرة ليلة فنزلوا على حكمه فكتفوا وهو يريد قتلهم وكانوا حلفاء الخزرج فقال إليه عبد الله بن أبي بن سلول فكلمه فيهم فلم يجبه فأدخل يده في جيب درع رسول الله فرأى الغضب في وجه رسول الله فقال ويحك أرسلني فقال لا أرسلك حتى تحسن إلى موالي أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود تحصدهم في غداة واحدة وإني والله لأخشى الدوائر فقال النبي هم لك خلوهم لعنهم الله ولعنه معهم وغنم رسول