كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 39 @
لا بد لنا ما نقول قال قولوا ما بدا لكم فأنتم في حل من ذلك
فاجتمع محمد بن مسلمة وسلكان بن سلامة بن وقش وهو أبو نائلة والحارث بن أوس بن معاذ وكان أخا كعب من الرضاعة وعباد بن بشر وأبو عبس بن جبر ثم قدموا إلى ابن الأشرف أبا نائلة فتحدث معه ثم قال له يا ابن الأشرف إني قد جئتك لحاجة فاكتمها علي قال افعل قال كان قدوم هذا الرجل شؤما على العرب قطع عنا السبل حتى ضاعت العيال وجهدت البهائم فقال كعب قد كنت أخبرتك بهذا قال أبو نائلة وأريد أن تبيعنا طعاما ونرهنك ونوثق لك وتحسن في ذلك قال ترهنوني أبناءكم قال أردت أن تفضحنا إن معي أصحابي على مثل رأيي تبيعهم وتحسن ونجعل عندك رهنا من الحلقة ما فيه وفاء وأراد أبو نائلة بذكر الحلقة وهي السلاح أن لا ينكر السلاح إذا جاء مع أصحابه فقال إن في الحلقة لوفاء
فرجع أبو نائلة إلى أصحابه فأخبرهم فأخذوا السلاح وساروا إليه وشيعهم النبي إلى بقي الغرقد ودعا لهم فلما انتهوا إلى حصن كعب هتف به أبو نائلة وكان كب قريب عهد بعرس فوثب إليه وعليه ملحفة وتحدثوا ساعة وسار معهم إلى شعب العجوز ثم إن أبا نائلة أخذ برأس كعب وشم بيده وقال ما رأيت كالليلة طيبا أعرف قط ثم مشى ساعة وعاد لمثلها حتى اطمأن كعب ثم مشى ساعة وأخذ بفود رأسه ثم قال اضربوا عدو الله فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئا قال محمد بن سلمة فذكرت مغولا في سيفي فأخذته وقد صاح عدو الله صيحة لم يبق حولنا حصن إلا

الصفحة 39