كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 4 @
فإذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل كلها فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا ورضوا منا بالعقل فقال النجدي القول ما قال الرجل هذا الرأي فتفرقوا على ذلك
فأتى جبريل النبي فقال لا تبت الليلة على فراشك فلما كان العتمة اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه فلما رآهم رسول الله قال لعلي بن أبي طالب نم على فراشي واتشح ببردي الأخضر فنم فيه فإنه لا يخلص إليك شيء تكرهه وأمره أن يؤدي ما عنده من وديعة وأمانة وغير ذلك وخرج رسول الله فأخذ حفنة من تراب فجعله على رؤوسهم وهو يتلو هذه الآيات {يس والقرآن الحكيم} إلى قوله {فهم لا يبصرون} ثم انصرف فلم يروه فأتاهم آت فقال ما تنتظرون
قالوا محمدا قال خيبكم الله خرج عليكم ولم يترك أحدا منكم إلا جعل على رأسه التراب وانطلق لحاجته
فوضعوا أيديهم على رؤوسهم فرأوا التراب وجعلوا ينظرون فيرون عليا نائما وعليه برد النبي فيقولون إن محمدا لنائم فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا فقال علي عن الفراش فعرفوه وأنزل الله في ذلك {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك} الآية وسأل أولئك الرهط عليا عن النبي فقال لا أدري أمرتموه بالخروج فخرج
فضربوه وأخرجوه إلى المسجد فحبسوه ساعة ثم تركوه ونجى الله رسوله من مكرهم وأمره بالهجرة

الصفحة 4