كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 40 @
أوقدت عليه نار قال فوضعته في ثنته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته ووقع عدو الله وقد أصيب الحارث بن أوس بن معاذ أصابه بعض أسيافنا قال فخرجنا على بعاث وقد أبطأ علينا صاحبنا فوقفنا له ساعة وقد نزفه الدم ثم أتانا فاحتملناه وجئنا به للنبي فأخبرناه بقتل عدو الله وتفل على جرح صاحبنا وعدنا إلى أهلينا فأصبحنا وقد خافت يهود لوقعتنا بعدو الله فليس بها يهودي إلا وهو يخاف على نفسه قال وقال رسول الله (من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه) فوثب محيصة بن مسعود على ابن سنينة اليهودي وهو من تجار يهود فقتله وكان يبايعهم فقال له أخوه حويصة وهو مشرك يا عدو الله قتلته أما والله لرب شحم في بطنك من ماله وضربه فقال محيصة لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لقتلتك قال فوالله إن كان لأول إسلام حويصة فقال إن دينا بلغ بك ما أرى لعجب ثم أسلم
عبس بن جبر بفتح العين المهملة وسكون الباء الموحدة وجبر بالجيم والباء الموحدة وسنينة تصغير سن
وفي ربيع الأول منها تزوج عثمان بن عفان أم كلثوم بنت النبي وبنى بها في جمادى الآخرة وفيها ولد السائب بن زيد ابن أخت نمير وقال الواقدي وفيها غزا رسول الله غزوة أنمار يقال لها دوام وقد ذكرنا قول ابن إسحاق قبل ذلك وفيها كان غزوة الفردة وكان أميرها زيد بن حارثة وهي أول سرية خرج فيها زيد أميرا وكان من حديثها أن قريشا خافت من طريقها التي كانت تسلك إلى الشام بعد بدر فسلكوا طريق العراق فخرج منهم جماعة فيهم صفوان بن أمية وأبو سفيان وكان عظيم

الصفحة 40