كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 42 @
قدموا خيبر فأتوا دار أبي رافع ليلا فلم يدعوا بابا في الدار إلا أغلقوه على أهله وكان في علية فاستأذنوا عليه فخرجت امرأته فقالت من أنتم قالوا نفس من العرب يلتمسون الميرة قالت ذاك صاحبكم فادخلوا عليه
فدخلوا فلما دخلوا أغلقوا باب العلية ووجدوه على فراشه وابتدروه فصاحت المرأة فجعل الرجل منهم يريد قتلها فيذكر نهي النبي إياهم عن قتل النساء والصبيان فيمسك عنها وضربوه بأسيافهم وتحامل عليه عبد الله بن أنيس بسيفه في بطنه حتى أنفذه ثم خرجوا من عنده وكان عبد الله بن عتيك سيئ البصر فوقع من الدرجة فوثئت رجله وثأ شديدا فاحتملوه واختفوا وطلبتهم يهود في كل وجه فلم يروهم فرجعوا إلى صاحبهم فقال المسلمون كيف نعلم أن عدو الله قد مات فعاد بعضهم ودخل في الناس فرأى الناس حوله وهو يقول لقد عرفت صوت ابن عتيك ثم قلت أين ابن عتيك ثم صاحت امرأته وقالت مات والله قال فما سمعت كلمة ألذ إلى نفسي منها ثم عاد إلى أصحابه وأخبرهم الخبر وسمع صوت الناعي يقول أنعي أبا رافع تاجر أهل الحجاز وساروا حتى قدموا على النبي واختلفوا في قتله فقال رسول الله (هاتوا أسيافكم) فجاؤوا بها فنظر إليها فقال لسيف عبد الله بن أنيس هذا قتله أرى فيه أثر الطعام
وقيل في قتله إن رسول الله بعث إلى أبي رافع اليهودي وكان بأرض الحجاز رجالا من الأنصار وأمر عليهم عبد الله بن عتيك وكان أبو رافع يؤذي رسول الله فلما دنو منه غربت الشمس وراح الناس بسرحهم فقال عبد الله بن عتيك لأصحابه أقيموا مكانكم فإني أنطلق وأتلطف للبواب لعلي أدخل فانطلق فأقبل حتى دنا من الباب فتقنع بثوبه كأنه يقضي حاجته فهتف به البواب إن كنت تريد أن تدخل فادخل فإني أريد أن أغلق الباب فدخل وأغلق الباب وعلق المفاتيح على وتد قال فقمت فأخذتها ففتحت بها الباب وكان أبو رافع يسمر عنده في علالي له فلما أراد النوم ذهب عنه السمار فصعدت إليه فجعلت كلما فتحت بابا أغلقته على من داخل فقلت إن علموا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله قال فانتهيت إليه فإذا هو في

الصفحة 42