كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 434 @

$ ذكر فتح خراسان $
وفي هذه السنة غزا الأحنف بن قيس خراسان في قول بعضهم وقيل سنة ثمان عشرة وسبب ذلك أن يزدجرد لما سار إلى الري بعد هزيمة أهل جلولاء وانتهى إليها وعليها أبان جاذويه وثب عليه فأخذه فقال يزدجرد يا أبان تغدر بي قال لا ولكن قد تركت ملكك فصار في يد غيرك فأحببت أن أكتتب على ما كان لي من شيء وأخذ خاتم يزدجرد واكتتب الصكاك وسجل السجلات بكل ما أعجبه ثم ختم عليها ورد الخاتم ثم أتى بعد سعدا فرد عليه كل شيء في كتابه
وسار يزدجرد من الري إلى أصبهان ثم منها إلى كرمان والنار معه ثم قصد خراسان فأتى مرو فنزلها وبنى للنار بيتا واطمأن وأمن من أن يؤتى ودان له من بقي من الأعاجم وكاتب الهرمزان وأثار أهل فارس فنكثوا وأثار أهل الجبال والفيرزان فنكثوا فإذن عمر للمسلمين فدخلوا بلاد الفرس فسار الأحنف إلى خراسان فدخلها من الطبسين فافتتح هراة عنوة واستخلف عليها صحار بن فلان العبدري ثم سار نحو مرو الشاهجان فأرسل إلى نيسابور مطرف بن عبد الله بن الشخير وإلى سرخس الحارث بن حسان فلما دنا الأحنف من مرو الشاهجان خرج منها يزدجرد إلى مرو الروذ حتى نزلها ونزل الأحنف مرو الشاهجان وكتب يزدجرد وهو بمرو الروذ إلى خاقان والى ملك الصغد والى ملك الصين يستمدهم
وخرج الأحنف من مرو الشاهجان واستخلف عليها حارثة بن النعمان الباهلي بعد ما لحقت به أمداد أهل الكوفة على أربعة أمراء علقمة بن النضر النضري وربعي بن عامر التميمي وعبد الله بن أبي عقيل الثقفي وابن أم غزال الهمداني وسار نحو مرو الروذ فلما سمع يزدجرد سار عنها إلى بلخ ونزل الأحنف مرو الروذ وقدم أهل الكوفة إلى يزدجرد واتبعهم الأحنف فالتقى أهل الكوفة ويزدجرد ببلخ فانهزم يزدجرد في أهل فارس وعبر النهر ولحق الأحنف بأهل الكوفة وقد فتح الله عليهم فبلغ من فتوحهم وتتابع أهل خراسان من هرب وشذ على الصلح فيما بين نيسابور إلى

الصفحة 434