كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 440 @
جمع الغنائم لما هزمهم فبعث بخمسها إلى عمر وقسم الباقي في الناس وفتح عثمان كازرون والنوبندجان وغلب على أرضها وفتح هو وأبو موسى مدينة شيراز وأرجان وفتحا سينيز على الجزية والخراج وقصد عثمان أيضا جنابا ففتحها ولقيه جمع الفرس بناحية جهرم فهزمهم وفتحها
ثم أن شهرك خلع في آخر خلافة عمر وأول خلافة عثمان ونشط أهل فارس ودعاهم إلى النقض فوجه إليه عثمان بن أبي العاص ثانية وأتته الأمداد من البصرة وأميرهم عبيد الله بن معمر وشبل بن معبد فالتقوا بأرض فارس فقال شهرك لابنه وهما في المعركة وبينهما وبين قرية لهما تدعى شهرك ثلاثة فراسخ يا بني أين يكون غداؤنا ها هنا أم بشهرك قال له يا أبت إن تركونا فلا يكون غداؤنا ها هنا ولا بشهرك ولا نكون إلا في المنزل ولكن والله ما أراهم يتركوننا فما فرغا من كلامهما حتى شب المسلمون الحرب فاقتتلوا قتالا شديدا وقتل شهرك وابنه وخلق عظيم والذي قتل شهرك الحكم بن أبي العاص أخو عثمان وقيل قتله سوار بن همام العبدي حمل عليه فطعنه فقتله وحمل ابن شهرك على سوار فقتله
وقيل إن إصطخر كانت سنة ثمان وعشرين وكانت فارس الآخرة سنة تسع وعشرين وقيل إن عثمان بن أبي العاص أرسل أخاه الحكم من البحرين في ألفين إلى فارس ففتح جزيرة بركاوان في طريقه ثم سار إلى توج وكان كسرى أرسل شهرك فالتقوا مع شهرك وكان الجارود وأبو صفرة على مجنبتي المسلمين وأبو صفرة هذا والد المهلب فحمل الفرس على المسلمين فهزموهم فقال الجارود أيها الأمير فرد الجند فقال سترى أمرك فقال فما لبثوا حتى رجعت خيل لهم ليس عليها فرسانها والمسلمون يتبعونهم يقتلونهم فنثرت الرؤوس بين يدي ومعي بعض ملوكهم يقال له

الصفحة 440