كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 441 @
المكعبر فارق كسرى وبحق بي فأتيت برأس ضخم فرأى المكعبر رأسا ضخما فقال أيها الأمير هذا رأس الازدهاق يعني شهرك وحوصر الفرس بمدينة سابور فصالح عليها ملكها أرزنبان فاستعان به الحكم على قتال أهل إصطخر ومات عمر وبعث عثمان بن عفان عبيد الله بن معمر مكانه فبلغ عبيد الله أرزنبان يريد الغدر به فقال له أحب أن تتخذ لأصحابي طعاما وتذبح لهم بقرة وتجعل عظامها في الجفنة التي تليني فإني أحب أن أتمشش العظام ففعل وجعل يأخذ العظم الذي لا يكسر إلا بالفؤوس فيكسره بيده ويأخذ مخه وكان من أشد الناس فقال أرزنبان فأخذ برجله وقال هذا مقام العائذ بك وأعطاه عهدا وأصابت عبيد الله منجنيق فأوصاهم وقال إنكم ستفتحون هذه المدينة إن شاء الله فاقتلوهم بني ساعة فيها ففعلوا فقتلوا منهم بشرا كثيرا ومات عبيد الله بن معمر وقيل إن قتله كان سنة تسع وعشرين
$ ذكر فتح فسا ودار ابجرد $
وقصد سارية بن زنيم الدئلي فسا ودار ابجرد حتى انتهى إلى عسكرهم فنزل عليهم وحاصرهم ما شاء الله ثم أنهم استمدوا وتجمعوا وتجمعت إليهم أكراد فارس فدهم المسلمين أمر عظيم وجمع كثير وأتاهم الفرس من كل جانب فرأى عمر فيما يرى النائم تلك الليلة معركتهم وعددهم في ساعة من النهار فنادى من الغد الصلاة جامعة حتى إذا كان في الساعة التي رأى فيها ما رأى خرج إليهم وكان ابن زنيم والمسلمون بصحراء إن أقاموا فيها أحيط بهم وإن استندوا إلى جبل من خلفهم لو يؤتوا إلا من وجه واحد فقام فقال يا أيها الناس إني رأيت هذين الجمعين وأخبر بحالهما وصاح عمر وهو يخطب يا سارية ابن زنيم الجبل الجبل
ثم أقبل عليهم وقال إن لله جنودا ولعل بعضها أن تبلغهم فسمع سارية ومن معه الصوت فلجأوا إلى الجبل ثم قاتلوهم من وجه واحد فهزمهم الله وأصاب المسلمون مغانمهم وأصابوا في الغنائم سفطا فيه جوهر فاستوهبه منهم سارية وبعث به وبالفتح مع رجل إلى عمر وكان الرسل والوفد يجازون وتقضى لهم حوائجهم فقال له سارية

الصفحة 441