كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 442 @
استقرض ما تبلغ به وما تخلفه لأهلك على جائزتك فقدم الرجل البصرة ففعل ثم خرج فقدم على عمر وهو يطعم الطعام فأمره فجلس وأكل فلما انصرف عمر تبعه الرسول فظن عمر أنه لم يشبع فأمره فدخل بيته فلما جلس أتي عمر بغذائه خبز وزيت وملح جريش فأكلا فلما فرغ قال الرجل أنا رسول سارية يا أمير المؤمنين قال مرحبا وأهلا
ثم أدناه حتى مس ركبته وسأله عن المسلمين فأخبره بقصة الدرج فنظر إليه وصاح به ثم قال لا ولا كرامة حتى يقدم علي ذلك الجند فيقسمه بينه فطرده فقال يا أمير المؤمنين إني قد أنضيت جملي واستقرضت في جائزتي فأعطني ما أتبلغ به فما زال حتى أبدله بعيرا من إبل الصدقة وجعل بعيره في إبل الصدقة ورجع الرسول مغضوبا عليه محروما حتى قدم البصرة فنفذ لأمر عمر وسأل أهل المدينة الرسول هل سمعوا شيئا يوم الوقعة قال نعم سمعنا يا سارية الجبل الجبل وقد كدنا نهلك فلجأنا إليه ففتح الله علينا
$ ذكر فتح كرمان $
ثم قصد سهيل بن عدي كرمان ولحقه أيضا عبد الله بن عبد الله بن عتبان وعلى مقدمة سهيل بن عدي النسير بن عمرو العجلي وحشد لهم أهل كرمان واستعانوا عليهم بالقفص فاقتتلوا في أداني أرضهم ففض الله تعالى المشركين وأخذ المسلمون عليهم الطريق وقتل النسير بن عمرو العجلي مرزبانها فدخل النسير من قبل طريق القرى اليوم إلى جيرفت وعبد الله بن عبد الله من مفازة شير فأصابوا ما أرادوا من بعير أو شاء فقوموا الإبل والغنم فتحاصوها بالأثمان لعظم البخت على العراب وكرهوا أن يزيدوا وكتبوا إلى عمر بذلك فأجابهم إذا رأيتم أن في البخل فضلا فزيدوا وقيل إن الذي فتح كرمان عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي في خلافة عمر ثم أتى الطبسين من كرمان ثم قدم على عمر فقال أقطعني الطبسين فأراد أن يفعل فقيل إنهما رستاقان فامتنع عمر من ذلك

الصفحة 442