كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 443 @
$ ذكر فتح سجستان $
وقصد عاصم بن عمرو سجستان ولحقه عبد الله بن عمير فاستقبلهم أهلها فالتقوا هم وأهل سجستان في أداني أرضهم فهزمهم المسلمون ثم اتبعوهم حتى حصروهم بزرنج ومخروا أرض سجستان ما شاؤوا ثم إنهم طلبوا الصلح على زرنج وما احتازوا من الأرضين فأعطوا وكانوا قد اشترطوا في صلحهم أن فدافدها حمى فكان المسلمون يتجنبونها خشية أن يصيبوا منها شيئا فيخفر وأقيم أهل سجستان على الخراج وكانت سجستان أعظم من خراسان وأبعد فروجا يقاتلون القندهار والترك وأمما كثيرة وكانت فيما بين السند إلى نهر بلخ بحياله فلم يزل كذلك حتى كان زمن معاوية فهرب الشاه من أخيه رتبيل إلى بلد فيها يدعى آمل ودان لسلم بن زياد وهو يومئذ على سجستان ففرح بذلك وعقد لهم وأنزلهم البلاد وكتب إلى معاوية بذلك يرى أنه فتح عليه فقال معاوية إن ابن أخي ليفرح بإمارته ليحزنني وينبغي له أن يحزنه قال ولم يا أمير المؤمنين قال إن آمل بلدة بينها وبين زرنج صعوبة وتضايق وهؤلاء قوم غدر فإذا اضطرب الجبل غدرا فأهون ما يجيء منهم أنهم يغلبون على بلاد آمل بأسرها وأقرهم على عهد سلم بن زياد فلما وقعت الفتنة بعد معاوية كفر الشاه وغلب على آمل واعتصم منه رتبيل بمكانه ولم يرضه ذلك حين تشاغل عنه الناس حتى طمع في زرنج فغزاها وحصر من بها حتى أتتهم الأمداد من البصرة وصار رتبيل والذين معه عصبة وكانت تلك البلاد مذللة إلى أن مات معاوية وقيل في فتح سجستان غير هذا وسيرد ذكره إن شاء الله تعالى
$ ذكر فتح مكران $
وقصد الحكم بن عمرو التغلبي مكران حتى انتهى إليها ولحق به شهاب بن المخارق وسهيل بن عدي وعبد الله بن عبد الله بن عتبان فانتهوا إلى دوين النهر وأهل مكران على شاطئه فاستمد ملكهم ملك السند فأمده بجيش كثيف فالتقوا مع المسلمين فانهزموا وقتل منهم في المعركة مقتلة عظيمة واتبعهم المسلمون يقتلونهم

الصفحة 443