@ 444 @
أياما حتى انتهوا إلى النهر ورجع المسلمون إلى مكران فأقاموا بها وكتب الحكم إلى عمر بالفتح وبعث إليه بالأخماس مع صحار العبدي واستأمره في الفيلة فلما قدم المدينة سأل عمر عن مكران وكان لا يأتيه أحد إلا سأل عن الوجه الذي يجيء منه فقال يا أمير المؤمنين هي أرض سهلها جبل وماؤها وشل وثمرها دقل وعدوها بطل وخيرها قليل وشرها طويل والكثير فيها قليل والقليل فيها ضائع وما وراءها شر منها فقال أسجاع أنت أم مخبر لا والله لا يغزوها جيش لي أبدا وكتب إلى سهيل والحكم بن عمرو أن لا يجوزن مكران أحد من جنودكما واقتصرا على ما دون النهر وأمرهما ببيع الفيلة التي غنمها المسلمون ببلاد الإسلام وقسم أثمانها على الغانمين
مكران بضم الميم وسكون الكاف
$ ذكر خبر بيروذ من الأهواز $
ولما فصلت الخيول إلى الكور اجتمع ببيروذ جمع عظيم من الأكراد وغيرهم وكان عمر قد عهد إلى أبي موسى أن يسير إلى أقصى ذمة البصرة حتى لا يؤتى المسلمون من خلفهم وخشي أن يهلك بعض جنوده أو يخلفوا في أعقابهم فاجتمع الأكراد ببيروذ وأبطأ أبو موسى حتى تجمعوا ثم سار فنزل بهم ببيروذ فالتقوا في رمضان بين نهر تيري ومناذر وقد توافى إليها أهل النجدات من أهل فارس والأكراد ليكيدوا المسلمين وليصيبوا منهم عورة ولم يشكوا في واحدة من اثنتين فقام المهاجر بن زياد وقد تحنط واستقتل وعزم أبو موسى على الناس فأفطروا وتقدم المهاجر فقاتل قتالا شديدا حتى قتل ووهن الله المشركين حتى تحصنوا في قلة وذلة واشتد جزع الربيع بن زياد على أخيه المهاجر وعظم عليه فقده فرق له أبو موسى فاستخلفه عليهم في جند
وخرج أبو موسى حتى بلغ أصبهان واجتمع بها بالمسلمين الذين يحاصرون جيا فلما فتحت رجع أبو موسى إلى البصرة وفتح الربيع بن زياد الحارثي بيروذ من نهر تيري وغنم ما معهم ووفد أبو موسى وفدا معهم الأخماس فطلب ضبة بن محصن العنزي أن يكون في الوفد فلم يجبه أبو موسى وكان أبو موسى قد اختار من سبي بيروذ ستين غلاما