كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 45 @
مسافع والجلاس وكلاب وغيرهم وكان مع النساء الدفوف يبكين على قتلى بدر يحرضن بذلك المشركين
وكان مع المشركين أبو عامر الراهب الأنصاري وكان خرج إلى مكة مباعدا لرسول الله ومعه خمسون غلاما من الأوس وقيل كانوا خمسة عشر وكان يعد قريشا أنه لو لقي محمدا لم يتخلف عنه من الأوس رجلان فلما التقى الناس بأحد كان أبو عامر أول من لقي في الأحابيش وعبدان أهل مكة فنادى يا معشر الأوس أنا أبو عامر فقالوا فلا أنعم الله بك عينا يا فاسق فقال لقد أصاب قومي بعدي شر ثم قاتلهم قتالا شديدا حتى راضخهم بالحجارة
وكانت هند كلما مرت بوحشي أو مر بها قالت له يا أبا دسمة أشف واستشف وكان يكنى أبا دسمة فأقبلوا حتى نزلوا بعينين بجبل ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي مما يلي المدينة فلما سمع بهم رسول الله والمسلمون قال إني رأيت بقرا فأولتها خيرا ورأيت في ذباب سيفي ثلما ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم فإن أقاموا أقاموا بشر مقام وإن دخلوا علينا قاتلناهم فيها
وكان رأي عبد الله بن أبي بن سلول مع رأي رسول الله يكره الخروج وأشار بالخروج جماعة ممن استشهد يومئذ وأقامت قريش يوم الأربعاء والخميس والجمعة وخرج رسول الله حين صلى الجمعة فالتقوا يوم السبت نصف شوال فلما لبس رسول الله سلاحه وخرج ندم الذين كانوا أشاروا بالخروج إلى قريش وقالوا استكرهنا رسول الله ونشير عليه فالوحي يأتيه فيه فاعتذروا إليه وقالوا اصنع ما شئت فقال ( لا ينبغي لنبي أن يلبس لأمته فيضعها حتى يقاتل )
فخرج في ألف رجل واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم فلما كان بين المدينة وأحد عاد عبد الله بن أبي بثلث الناس فقال أطاعهم وعصاني وكان من تبعه أهل النفاق

الصفحة 45