كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 452 @
وقيل لعمر إن ها هنا رجلا من الأنبار له بصر بالديوان لو اتخذته كاتبا فقال لقد اتخذت إذن بطانة من دون المؤمنين
قيل خطب عمر الناس فقال والذي بعث محمدا بالحق لو أن جملا هلك ضياعا بشط الفرات لخشيت أن يسألني الله عنه
وقال أبو فراس خطب عمر الناس فقال أيها الناس إني والله ما أرسل إليكم عمالا ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم وإنما أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم فمن فعل به شيء سوى ذلك فليرفعه إلي فوالذي نفس عمر بيده لأقصنه منه
فوثب عمرو بن العاص فقال يا أمير المؤمنين أرأيتك إن كان رجل من أمراء المسلمين على رعية فأدب بعض رعيته إنك لتقصه منه
قال أي والذي نفس عمر بيده إذن لأقصنه منه وكيف لا أقصه منه وقد رأيت النبي يقص من نفسه ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تحمدوهم فتفتنوهم ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم قال بكر بن عبد الله جاء عمر بن الخطاب إلى باب عبد الرحمن بن عوف فضربه فجاءت المرأة ففتحته ثم قالت له لا تدخل حتى أدخل البيت وأجلس مجلسي فلم يدخل حتى جلست ثم قالت ادخل فدخل ثم قال هل من شيء فأتته بطعام فأكل وهو يصلي في بيته ليلا فقال له تجوز أيها الرجل فسلم حينئذ ثم أقبل عليه فقال له ما جاء بك في هذه الساعة قال رفقة نزلت في ناحية السوق خشيت عليهم سراق المدينة فانطلق فلنحرسهم
فأتيا السوق فقعدا على نشز من الأرض يتحدثان فرفع لهما مصباح فقال عمر ألم أنه عن المصابيح بعد النوم
فانطلقا فإذا قوم على شراب لهم قال انطلق فقد عرفته فلما أصبح أرسل إليه قال يا فلان كنت وأصحابك البارحة على شراب
قال وما علمك يا أمير المؤمنين قال شيء شهدته قال أو لم ينهك الله عن

الصفحة 452