كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 453 @
التجسس فتجاوز عنه
وإنما نهى عمر عن المصابيح لأن الفأرة تأخذ الفتيلة فترمي بها في سقف البيت فتحرقه وكانت السقوف إذ ذاك من جريد وقد كان رسول الله نهى عن ذلك قبله
وقال أسلم وخرج عمر إلى حرة وأقم وأنا معه حتى إذا كنا بصرار إذ نار تسعر فقال يا أسلم إني أرى هؤلاء ركبا قصر بهم الليل والبرد انطلق بنا إليهم
فهرولنا حتى دنونا منهم فإذا امرأة معها صبيان لها وقدر منصوبة على نار وصبيانها يتضاغون فقال عمر السلام عليكم يا أصحاب الضوء وكره أن يقول يا أصحاب النار
قالت وعليك السلام قال أدنو قالت أدن بخير أو دع فدنا فقال ما بالكم قالت قصر بنا الليل والبرد قال فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون قالت من الجوع قال وأي شيء في هذه القدر قالت مالي ما أسكتهم حتى يناموا فأنا أعللهم وأوهمهم أني أصلح لهم شيئا حتى يناموا الله بيننا وبين عمر قال أي رحمك الله ما يدري بكم عمر قالت يتولى امرنا ويغفل عنا فأقبل علي وقال انطلق بنا فخرجنا نهرول حتى أتينا دار الدقيق فأخرج عدلا فيه كبة شحم فقال احمله على ظهري قال أسلم فقلت أنا احمله عنك مرتين أو ثلاثا فقال آخر ذلك أنت تحمل عني وزري يوم القيامة لا أم لك
فحملته عليه فانطلق وانطلقت معه نهرول حتى انتهينا إليها فألقى ذلك عندها وأخرج من الدقيق شيئا فجعل يقول لها ذري علي وأنا أحرك لك وجعل ينفخ تحت القدر وكان ذا لحية عظيمة فجعلت انظر إلى الدخان من خلل لحيته حتى انضج ثم انزل القدر فاتته بصحفة فأفرغها فيها ثم قال أطعميهم وأنا أسطح

الصفحة 453