كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 455 @
دون في الإسلام الدواوين وكتب الناس على قبائلهم وفرض لهم العطاء قال زاذان قال عمر لسلمان أملك أنا أم خليفة قال له سلمان إن أنت جيت من أرض المسلمين درهما أو أقل أو أكثر ووضعته في غير حقه فأنت ملك غير خليفة فبكى عمر وقال أبو هريرة يرحم الله ابن حنتمة لقد رأيته عام الرمادة وإنه ليحمل على ظهره جرابين وعكة زيت في يده وإنه ليعتقب هو وأسلم فلما رآني قال من أين يا أبا هريرة قلت قريبا فأخذت أعقبه فحملناه حتى انتهينا إلى صرار فإذا نحو من عشرين بيتا من محارب فقال لهم ما أقدمكم
قالوا الجهد وأخرجوا لنا جلد الميتة مشويا كانوا يأكلونه ورمة العظام مسحوقة كانوا يستفونها فرأيت عمر طرح رداءه ثم اتزر فما زال يطبخ حتى أشبعهم ثم أرسل أسلم إلى المدينة فجاءنا بأبعرة فحملهم عليها حتى أنزلهم الجبانة ثم كساهم وكان يختلف إليهم والى غيرهم حتى رفع الله ذلك قال أبو خيثمة رأت الشفاء بنت عبد الله فتيانا يقصدون في المشي ويتكلمون رويدا فقالت ما هذا قالوا نساك فقالت كان والله عمر إذا تكلم أسمع وإذا مشى أسرع وإذا ضرب أوجع وهو والله ناسك حقا
قال الحسن خطب عمر الناس وعليه إزار فيه اثنتا عشرة رقعة منها أدم قال أبو عثمان النهدي رأيت عمر يرمي الجمرة وعليه غزار مرقع بقطعة جراب وقال علي رأيت عمر يطوف بالكعبة وعليه إزار فيه إحدى وعشرون رقعة فيها أدم وقال الحسن كان عمر يمر بالآية من ورده فيسقط حتى يعاد كما يعاد المريض
وقيل إنه سمع قارئا يقرأ { والطور } فلما انتهى إلى قوله تعالى { إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع } سقط ثم تحامل إلى منزله فمرض شهرا من ذلك قال الشعبي كان عمر يطوف في الأسواق ويقرأ القرآن ويقضي بين الناس حيث أدركه الخصوم قال موسى بن عقبة أتى رهط إلى عمر فقالوا له كثر العيال واشتدت المؤنة فزدنا في عطائنا قال فعلتموها جمعتم بين الضرائر واتخذتم الخدم من

الصفحة 455