كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 457 @
( ولا سليمان إذ تجرى الرياح به ... والإنس والجن فيما بينهما برد )
( أين الملوك التي كانت نوافلها ... من كل أوب إليها راكب يفد )
( حوضا هناك مورودا بلا كذب ... لا بد من ورده يوما كما وردوا )
قال أسلم إن هند بنت عتبة استقرضت عمر من بيت المال أربعة آلاف تتجر فيها وتضمنها فأقرضها فخرجت فيها إلى بلاد كلب فاشترت وباعت فبلغها أن أبا سفيان وابنه عمرا أتيا معاوية فعدلت إليه وكان أبو سفيان قد طلقها فقال لها معاوية ما أقدمك أي أمة قالت النظر إليك أي بني إنه عمر وإنما يعمل لله وقد أتاك أبوك فخشيت أن تخرج إليه من كل شيء وأهل ذلك هو ولا يعلم الناس من أين أعطيته فيأنبوك ويأنبك عمر فلا تستقبلهما أبدا
فبعث إلى أبيه والى أخيه بمائة دينار وكساهما وحملها فتسخطها عمرو فقال أبو سفيان لا تسخطها فإن هذا عطاء لم تغب عنه هند
ورجعوا جميعا فقال أبو سفيان لهند أربحت
قالت الله أعلم معي تجارة إلى المدينة
فلما أتت المدينة وباعت شكت الوضيعة فقال لها عمر لو كان مالي لتركته لك ولكنه مال المسلمين وهذه مشورة لم يغب عنها أبو سفيان فبعث إليه فحبسه حتى وفته
وقال لأبي سفيان بكم أجازك معاوية قال بمائة دينار قال ابن عباس بينما عمر بن الخطاب وأصحابه يتذاكرون الشعر فقال بعضهم فلان أشعر وقال بعضهم بل فلان أشعر قال فأقبلت فقال عمر قد جاءكم أعلم الناس بها من أشعر الشعراء قال قلت زهير بن أبي سلمى فقال هلم من شعره ما نستدل به على ما ذكرت فقلت امتدح قوما من غطفان فقال
( لو كان يقعد فوق الشمس من كرم ... قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا )
( قوم أبوهم سنان حين تنسبهم ... طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا )
( إنس إذا أمنوا جن إذا فزعوا ... مرزأون بهاليل إذا حشدوا )
( محسدون على ما كان من نعم ... لا ينزع الله منهم ماله حسدوا )

الصفحة 457