كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 46 @
والريب واتبعهم عبد الله بن حرام أخو بني سلمة يذكرهم الله أن لا يخذلوا نبيهم فقالوا لو نلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم وانصرفوا فقال أبعدكم الله أعداء الله فسيغني الله عنكم وبقي رسول الله في سبعمائة فسار في حرة بني حارثة وبين أموالهم فمر بمال رجل من المنافقين يقال له مربع بن يقظى وكان ضرير البصر فلما سمع حس رسول الله ومن معه قام يحثي التراب في وجوههم ويقول إن كنت رسول الله فإني لا أحل لك أن تدخل حائطي واخذ حفنة من تراب في يده وقال لو أعلم أني لا أصيب غيرك لضربت به وجهك فابتدروه ليقتلوه فقال النبي ( لا تفعلوا فهذا الأعمى أعمى البصر وأعمى القلب ) فضربه سعد بن زيد بقوس فشجه وذب فرس بذنبه فأصاب كلاب سيف صاحبه فاستله فقال له رسول الله سيوفكم فإني أرى السيوف ستسل اليوم
وسار رسول الله حتى نزل بعدوة الوادي وجعل ظهره وعسكره إلى أحد وكان المشركون ثلاثة آلاف منهم سبعمائة دارع والخيل مائتي فرس والظعن خمس عشرة امرأة وكان المسلمون مائة دارع ولم يكن من الخيل غير فرسين فرس لرسول الله وفرس لأبي بردة بن نيار وعرض رسول الله المقاتلة فرد زيد بن ثابت وابن عمر وأسيد بن ظهير والبراء بن عازب وعرابة بن أوس وأبا سعيد الخدري وغيرهم وأجاز جابر بن سمرة ورافع بن خديج
وأرسل أبو سفيان إلى الأنصار يقول خلوا بيننا وبين ابن عمنا فننصرف عنكم فلا حاجة لنا إلى قتالكم فردوا عليه بما يكره وتعبى المشركون فجعلوا على ميمنتهم خالد بن الوليد وعلى ميسرتهم عكرمة بن أبي جهل وكان لواؤهم مع بني عبد الدار فقال لهم أبو سفيان إنما يؤتى الناس من قبل راياتهم فإما أن تكفونا وإما أن تخلوا بيننا وبين اللواء يحرضهم بذلك فقالوا ستعلم إذا التقينا كيف نصنع وذلك أراد

الصفحة 46