كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 462 @
عائشة بإذنها وطلحة غائب وأمروا أبا طلحة أن يحجبهم وجاء عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة فجلسا بالباب فحصبهما سعد وأقامهما وقال تريدان أن تقولا حضرنا وكنا في أهل الشورى فتنافس القوم في الأمر وكثر فيهم الكلام فقال أبو طلحة أنا كنت لأن تدفعوها أخوف مني لأن تتنافسوها والذي ذهب بنفس عمر لا أزيدكم على الأيام الثلاثة التي أمر ثم أجلس في بيتي فانظر ما تصنعون
فقال عبد الرحمن أيكم يخرج منها نفسه ويتقلدها على أن يوليكم أفضلكم
فلم يجبه أحد فقال فأنا أنخلع منها
فقال عثمان أنا أول من رضي فقال القوم قد رضينا وعلي ساكت فقال ما تقول يا أبا الحسن قال أعطني موثقا لتؤثرن الحق ولا تبع الهوى ولا تخص ذا رحم ولا تألوا الأمة نصحا فقال أعطوني مواثيققكم على أن تكونوا معي على من بدل وغير وأن ترضوا من اخترت لكم وعلي ميثاق الله أن لا أخص ذا رحم لرحمه ولا آلو المسلمين فأخذ منهم ميثاقا وأعطاهم مثله فقال لعلي تقول إني أحق من حضر بهذا الأمر لقرابتك وسابقتك وحسن أثرك في الدين ولم تبعد في نفسك ولكن أرأيت لو صرف هذا الأمر عنك فلم تحضر من كنت ترى من هؤلاء الرهط أحق به قال عثمان
وخلا بعثمان فقال تقول شيخ من بني عبد مناف وصهر رسول الله وابن عمه ولي سابقة وفضل فأين يصرف هذا الأمر عني ولكن لو لم تحضر أي هؤلاء الرهط تراه أحق به قال علي
ثم خلا بالزبير فكلمه بمثل ما كلم به عليا وعثمان فقال عثمان ثم خلا بسعد فكلمه فقال عثمان
ولقي علي سعدا فقال له اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام أسألك برحم ابني هذا من رسول الله وبرحم عمي حمزة منك أن لا تكون مع عبد الرحمن لعثمان ظهيرا علي
ودار عبد الرحمن لياليه يلقى أصحاب رسول الله ومن وافى المدينة من أمراء الأجناد وأشراف الناس يشاورهم حتى إذا كان الليلة التي صبيحتها تستكمل الأجل

الصفحة 462