كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 465 @
قال أتردها قال نعم قال أكل الناس بايعوك قال نعم قال قد رضيت لا أرغب عما أجمعوا عليه وبايعه وقال المغيرة بن شعبة لعبد الرحمن يا أبا محمد قد أصبت أن بايعت عثمان وقال لعثمان ولو بايع عبد الرحمن غيرك ما رضينا فقال عبد الرحمن كذبت يا أعور لو بايعت غيره لبايعته ولقلت هذه المقالة قال وكان المسور يقول ما رأيت أحدا بذ قوما فيما دخلوا فيه بمثل ما بذهم عبد الرحمن قلت قوله إن عبد الرحمن صهر عثمان يعني أن عبد الرحمن تزوج أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وهي أخت عثمان لأمه خلف عليها عقبة بعد عثمان
وقد ذكر أبو جعفر رواية أخرى في الشورى عن المسور بن مخرمة وهي تمام حديث مقتل عمر وقد تقدم والذي ذكره ها هنا قريب من الذي تقدم آنفا غير أنه قال لما دفن عمر جمعهم عبد الرحمن وخطبهم وأمرهم بالاجتماع وترك التفرق فتكلم عثمان فقال الحمد لله الذي اتخذ محمدا نبيا وبعثه رسولا وصدقه وعده ووهب له نصره على كل من بعد نسبا أو قرب رحما صلى الله عليه جعلنا الله له تابعين وبأمره مهتدين فهو لنا نور ونحن بأمره نقوم عند تفرق الأهواء ومجادلة الأعداء جعلنا الله بفضله أئمة وبطاعته أمراء لا يخرج امرنا منا ولا يدخل علينا غيرنا إلا من سفه الحق ونكل عن القصد وأحر بها يا ابن عوف أن تترك وأجدر بها أن يكون إن خولف أمرك وترك دعاؤك فأنا أول مجيب لك وداع إليك وكفيل بما أقول زعيم واستغفر الله لي ولكم
ثم تكلم الزبير بعده فقال أما بعد فإن داعي الله لا يجهل ومجيبه لا يخذل عند تفرق الأهواء ولي الأعناق ولن يقصر عما قلت إلا غوى ولن يترك ما دعوت إليه إلا شقي ولولا حدود الله فرضت وفرائض الله حدت تراح على أهلها وتحيا ولا تموت لكان الموت من الإمارة نجاة والفرار من الولاية عصمة ولكن لله علينا إجابة الدعوة وإظهار السنة لئلا نموت ميتة عمية ولا نعمى عمي الجاهلية فأنا مجيبك إلى ما دعوت ومعينك على ما أمرت ولا حول ولا قوة إلا بالله وأستغفر الله لي ولكم
ثم تكلم سعد فقال بعد حمد الله وبمحمد أنارت الطرق واستقامت السبل وظهر كل حق ومات كل باطل وإياكم أيها النفر وقول الزور وأمنية أهل الغرور وقد سلبت الأماني قوما قبلكم ورثوا ما ورثتم ونالوا ما نلتم فاتخذهم الله عدوا ولعنهم لعنا كبيرا قال الله تعالى { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل } إلى قوله { لبئس ما كانوا يفعلون }

الصفحة 465