كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 466 @
إني نكبت قرني وأخذت سهمي الفالج وأخذت لطلحة بن عبيد الله ما ارتضيت لنفسي فأنا به كفيل وبما أعطيت عنه زعيم والأمر إليك يا ابن عوف بجهد النفس وقصد النصح وعلى الله قصد السبيل واليه الرجوع وأستغفر الله لي ولكم وأعوذ بالله من مخالفتكم
ثم تكلم علي بن أبي طالب فقال الحمد لله الذي بعث محمدا منا نبيا وبعثه إلينا رسولا فنحن بيت النبوة ومعدن الحكمة وأمان أهل الأرض ونجاة لمن طلب لنا حق إن نعطه نأخذه وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل ولو طال السرى لو عهد إلينا رسول الله عهدا لأنفذنا عهده ولو قال لنا قولا لجادلنا عليه حتى نموت لن يسرع أحد قبلي إلى دعوة حق وصلة رحم لا حول ولا قوة إلا بالله اسمعوا كلامي وعوا منطقي عسى أن تروا هذا الأمر بعد هذا المجمع تنتضي فيه السيوف وتخان فيه العهود حتى تكونوا جماعة ويكون بعضكم أئمة لأهل الضلالة وشيعة لأهل الجهالة ثم قال
( فإن تك جاسم هلكت فغني ... بما فعلت بنو عبد بن ضخم )
( مطيع في الهواجر كل غي ... بصير بالنوى من كل نجم )
فقال عبد الرحمن أيكم يطيب نفسا أن يخرج نفسه من هذا الأمر ويوليه غيره وذكر قريبا مما تقدم ثم جلس عثمان في جانب المسجد بعد بيعته ودعا عبيد الله بن عمر بن الخطاب وكان قتل قاتل أبيه أبا لؤلؤة وقتل جفينة رجلا نصرانيا من أهل الحيرة كان ظهيرا لسعد بن مالك وقتل الهرمزان فلما ضربه بالسيف قال لا إله إلا الله فلما قتل هؤلاء أخذه سعد بن أبي وقاص وحبسه في داره وأخذ سيفه وأحضره عند عثمان وكان عبيد الله يقول والله لأقتلن رجالا ممن شرك في دم أبي يعرض بالمهاجرين والأنصار
وإنما قتل هؤلاء النفر لأن عبد الرحمن بن أبي بكر قال غداة عمر رأيت عشية

الصفحة 466