كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 467 @
أمس الهرمزان وأبا لؤلؤة وجفينة وهم يتناجون فلما رأوني ثاروا وسقط منهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه وهو الخنجر الذي ضرب به عمر فقتلهم عبيد الله فلما أحضره عثمان قال أشيروا علي في هذا الرجل الذي فتق في الإسلام ما فتق فقال علي أرى أن تقتله فقال بعض المهاجرين قتل عمر أمس ويقتل ابنه اليوم فقال عمرو بن العاص إن الله قد أعفاك أن يكون هذا الحدث ولك على المسلمين سلطان فقال عثمان أنا وليه وقد جعلتها دية وأحتمها في مالي وكان زياد بن لبيد البياضي الأنصاري إذا رأى عبيد الله بن عمر يقول
( ألا يا عبيد الله مالك مهرب ... ولا ملجأ من ابن أروى ولا خفر )
( أصبت دما والله في غير حله ... حراما وقتل الهرمزان له خطر )
( على غير شيء غير أن قال قائل ... أتتهمون الهرمزان على عمر )
( فقال سفيه والحوادث جمة ... نعم أتهمه قد أشار وقد أمر )
( وكان سلاح العبد في جوف بيته ... يقلبها والأمر بالأمر يعتبر )
فشكا عبيد الله إلى عثمان زياد بن لبيد فنهى عثمان زيادا فقال في عثمان
( أبا عمرو عبيد الله رهن ... فلا تشكك بقتل الهرمزان )
( فإنك إن عفوت الجرم عنه ... وأسباب الخطا فرسا رهان )
( أتعفو إذ عفوت بغير حق ... فما لك بالذي تحكي يدان )
فدعا عثمان زيادا فنهاه وشذبه وقيل في فداء عبيد الله غير ذلك قال القماذبان بن الهرمزان كانت العجم بالمدينة يستروح بعضها إلى بعض فمر فيروز أبو لؤلؤة بالهرمزان ومعه خنجر له رأسان فتناوله منه وقال ما تصنع به قال أسن به فرآه رجل فلما أصيب عمر قال رأيت الهرمزان دفعه إلى فيروز فأقبل عبيد الله فقتله فلما ولي عثمان أمكنني منه فخرجت به وما في الأرض أحد إلا معي إلا أنهم يطلبون إلي فيه فقلت لهم إلى قتله قالوا نعم وسبوا عبيد الله قلت لهم أفلكم منعه قالوا

الصفحة 467