@ 47 @
واستقبل رسول الله المدينة وترك أحدا خلف ظهره وجعل وراءه الرماة وهم خمسون رجلا وأمر عليهم عبد الله بن جبير أخا خوات بن جبير وقال له انضح عنا الخيل بالنبل لا يأتونا من خلفنا إن كانت لنا أو علينا واثبت مكانك لا نؤتين من قبلك
وظاهر رسول الله بين درعين وأعطى اللواء مصعب بن عمير وأمر الزبير على الخيل ومعه المقداد وخرج حمزة بالجيش بين يديه وأقبل خالد وعكرمة فلقيهما الزبير والمقداد فهزما المشركين وحمل النبي وأصحابه فهزموا أبا سفيان وخرج طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين وقال يا معشر أصحاب محمد إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة فهل أحد منكم يعجله سيفي إلى الجنة أو يعجلني سيفه إلى النار
فبرز إليه علي بن أبي طالب فضربه علي فقط رجله فسقط وانكشفت عورته فناشده الله والرحم فتركه فكبر رسول الله وقال لعلي ما منعك أن تجهز عليه قال إنه ناشدني الله والرحم فاستحييت منه وكان بيد رسول الله سيف فقال من يأخذه بحقه فقال إليه رجال فأمسكه عنهم حتى قام أبو دجانة فقال وما حقه يا رسول الله قال تضرب به العدو حتى ينحني قال أنا آخذه فأعطاه إياه وكان شجاعا وكان إذا أعلم بعصابة له حمراء علم الناس أنه يقاتل فعصب رأسه بها وأخذ السيف وجعل يتبختر بين الصفين فقال رسول الله ( إنها مشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن ) فجعل لا يرتفع له شيء إلا حطمه حتى انتهى إلى نسوة في سفح الجبل معهن دفوف لهن فيهن امرأة تقول