كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 479 @
ثم بيتهم فقتل من وقف له ثم أتى السرادق فوجد امرأته قد سبقته إليه فكانت أول امرأة من العرب ضرب عليها حجاب سرادق ومات عنها حبيب فخلفه عليها الضحاك بن قيس فهي أم ولده ولما انهزمت الروم عاد حبيب إلى قاليقلا ثم سار منها فنزل مربالا فأتاه بطريق خلاط بكتاب عياض بن غنم بأمانه فأجراه عليه وحمل إليه البطريق وما عليه من المال ونزل حبيب خلاط
ثم سار منها فلقيه صاحب مكس وهي من البسفرجان فقاطعه على بلاده ثم سار منها إلى أزدشاط وهي القرية التي يكون فيها القرمز الذي يصبغ به فنزل على نهر دبيل وسرح الخيول إليها فحصرها فتحصن أهلها فنصب عليهم منجنيقا فطلبوا الأمان فأجابهم إليه وبث السرايا فبلغت خيله ذات اللجم وإنما سميت ذات اللجم أن المسلمين أخذوا لجم خيولهم فكبسهم الروم قبل أن يلجموها ثم ألجموها وقاتلوهم فظفروا بهم ووجه سرية إلى سراج طير وبغروند فصالحه بطريقها على إتاوة فقدم عليه بطريق البسفرجان فصالحه على جميع بلاده وأتى السيسجان فحاربه أهلها فهزمهم وغلب على حصونهم وسار إلى جرزان فأتاه رسول بطريقها يطلب الصلح فصالحه وسار إلى تفليس فصالحه أهلها وهي من جرزان وفتح عدة حصون ومدن بجوارها صلحا وسار سلمان بن ربيعة الباهلي إلى أران ففتح البيلقان صلحا على أن أمنهم على دمائهم وأموالهم وحيطان مدينتهم واشترط عليهم الجزية والخراج
ثم أتى سلمان مدينة برذعة فعسكر على الثرثور نهر بينه وبينها نحو فرسخ فقاتله أهلها أياما وشن الغارات في قراها فصالحوه على مثل صلح البيلقان ودخلها

الصفحة 479