كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 488 @

$ ثم دخلت سنة ثمان وعشرين $
$ ذكر فتح قبرس $
قيل في سنة ثمان وعشرين كان فتح قبرس على يد معاوية وقيل سنة تسع وعشرين وقيل سنة ثلاث وثلاثين وقيل إنما غزيت سنة ثلاث وثلاثين لأن أهلها غدروا على ما نذكره فغزاها المسلمون ولما غزاها معاوية هذه السنة غزا معه جماعة من الصحابة فيهم أبو ذر وعبادة بن الصامت ومعه زوجته أم حرام والمقداد وأبو الدرداء وشداد بن أوس وكان معاوية قد لج على عمر في غزو البحر وقرب الروم من حمص وقال إن قرية من قرى حمص ليسمع أهلها نباح كلابهم وصياح دجاجهم حتى كاد ذلك يأخذ بقلب عمر فكتب عمر إلى عمرو بن العاص صف لي البحر وراكبه فإن نفسي تنازعني إليه فكتب إليه عمرو بن العاص إني رأيت خلقا كبيرا يركبه خلق صغير ليس إلا السماء والماء إن ركد خرق القلوب وإن تحرك أزاغ العقول يزداد فيه اليقين قلة والشك كثرة هم فيه كدود على عود إن مال غرق وإن نجا برق
فلمال قرأه عمر كتب إلى معاوية والذي بعث محمدا بالحق لا أحمل فيه مسلما أبدا وقد بلغني أن بحر الشام يشرف على أطول شيء من الأرض فيستأذن الله في كل يوم وليلة فيأن يغرق الأرض فكيف أحمل بالجنود على هذا الكافر المستصعب وبالله لمسلم واحد أحب إلي مما حوت الروم وإياك أن تعرض إلي وقد تقدمت إليك فقد علمت ما لقي العلاء مني ولم أتقدم إليه بمثل ذلك قال وترك ملك الروم الغزو وكاتب عمر وقاربه وبعثت أم كلثوم بنت علي بن أبي

الصفحة 488