كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 49 @
قتلهم أبصر النبي جماعة من المشركين فقال لعلي احمل عليهم ففرقهم وقتل فيهم ثم أبصر جماعة أخرى فقال له احمل عليهم فحمل عليهم وفرقهم وقتل فيهم فقال جبريل يا رسول الله هذه المواساة فقال رسول الله ( إنه مني وأنا منه ) فقال جبريل وأنا منكما قال فسمعوا صوتا لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي
وكسرت رباعية رسول الله السفلى وشقت شفته وكلم في وجنته وجبهته في أصول شعره ولاه ابن قمئة بالسيف وكان هو الذي أصابه وقيل أصابه عتبة بن أبي وقاص وقيل عبد الله بن شهاب الزهري جد محمد بن المسلم وقيل إن عتبة بن أبي وقاص وابن قمئة الليثي الأدرمي من بني تيم بن غالب وكان أدرم ناقص الذقن وأبي بن خلف الجمحي وعبد الله بن حميد الأسدي أسد قريش تعاقدوا على قتل رسول الله فأما ابن شهاب فأصاب جبهته وأما عتبة فرماه بأربعة أحجار فكسر رباعيته اليمنى وشق شفته وأما ابن قمئة فكلم وجنته ودخل من حلق المغفر فيها وعلاه بالسيف فلم يطق أن يقطع فسقط رسول الله فجحشت ركبته وأما أبي بن خلف فشد عليه بحربة فأخذها رسول الله منه وقتله بها وقيل بل كانت حربة الزبير أخذها منه وقيل أخذها من الحارث بن الصمة وأما عبد الله بن حميد فقتله أبو دجانة الأنصاري
ولما جرح رسول الله جعل الدم يسيل على وجهه وهو يمسحه ويقول ( كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى الله )
وقاتل دونه نفر خمسة من الأنصار فقتلوا وترس أبو دجانة رسول الله

الصفحة 49