كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 492 @
كورة إلا أصلحها وبعث إلى مكران عبيد الله بن معمر فأثخن فيها حتى بلغ النهر وبعث على كرمان عبد الرحمن بن عبيس وبعث إلى الأهواز وفارس نفرا ثم عزل عبد الله بن عمير واستعمل عبد الله بن عامر فأقره عليها سنة ثم عزله واستعمل عاصم بن عمرو وعزل عبد الرحمن بن عبيس وأعاد عدي بن سهيل بن عدي وصرف عبيد الله بن معمر إلى فارس واستعمل مكانه عمير بن عثمان واستعمل على خراسان أمير بن احمر اليشكري واستعمل على سجستان سنة أربع عمران بن الفضيل البرجمي ومات عاصم بن عمرو بكرمان
عبيس بضم العين المهملة وفتح الباء الموحدة ثم الياء المثناة من تحتها وآخره سين مهملة وأمير بضم الهمزة وفتح الميم وآخره راء وكريز بن ربيعة بضم الكاف وفتح الراء
$ ذكر انتقاض أهل فارس $
ثم إن أهل فارس انتقضوا ونكثوا بعبيد الله بن معمر فسار إليهم فالتقوا على باب إصطخر فقتل عبيد الله وانهزم المسلمون وبلغ الخبر عبد الله بن عامر فاستنفر أهل البصرة وسار بالناس إلى فارس فالتقوا بإصطخر وكان على ميمنته أبو بزرة الأسلمي وعلى ميسرته معقل بن يسار وعلى الخيل عمران بن الحصين ولكلهم صحبة واشتد القتال فانهزم الفرس وقتل منهم مقتلة عظيمة وفتحت إصطخر عنوة وأتى دارابجرد وقد غدر أهلها ففتحها وسار إلى مدينة جور وهي أردشيرخره فانتقضت إصطخر فلم يرجع وتمم السير إلى جور وحاصرها وكان هرم بن حيان محاصرا لها وكان المسلمون يحاصرونها وينصرفون عنها فيأتون إصطخر ويغزون نواحي كانت تنتقض عليهم فلما نزل ابن عامر عليها فتحها
وكان سبب فتحها أن بعض المسلمين قام يصلي ذات ليلة وإلى جانبه جراب له فيه خبز ولحم فجاء كلب فجره وعدا به حتى دخل المدينة من مدخل لها خفي فلزم المسلمون ذلك المدخل حتى دخلوها منه وفتحوها عنوة فلما فرغ منها ابن عامر عاد إلى إصطخر ففتحها عنوة بعد أن حاصرها واشتد القتال عليها ورميت بالمجانيق قتل بها خلقا كثيرا من الأعاجم وأفنى أكثر أهل البيوتات ووجوه الأساورة وكانوا قد لجأوا إليها

الصفحة 492