كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 493 @
وقيل إن أهل إصطخر لما نكثوا عاد إليها ابن عامر قبل وصوله إلى جور فملكها عنوة وعاد إلى جور فأتى دار أبجرد فملكها وكانت منتقضة أيضا ووطئ أهل فارس وطأة لم يزالوا منها في ذل وكتب إلى عثمان بالخبر فكتب إليه أن يستعمل على بلاد فارس هرم بن حيان اليشكري وهرم بن حيان العبدي والخريت بن راشد والمنجاب بن راشد والترجمان الهجيمي وأمره أن يفرق كور خراسان على جماعة فيجعل الأحنف على المروين وحبيب بن قرة اليربوعي على بلخ وكانت مما افتح أهل الكوفة وخالد بن عبد الله بن زهير على هراة وأمير بن أحمر على طوس وقيس بن هبيرة السلمي على نيسابور وبه تخرج عبد الله بن خازم وهو ابن عمه ثم جمعها عثمان قبل موته لقيس واستعمل أمير بن أحمر على سجستان ثم جعل عليها عبد الرحمن بن سمرة وهو من آل حبيب بن عبد شمس فمات عثمان وهو عليها ومات وعمران على مكران وعمير بن عثمان بن سعد على فارس وابن كندير القشيري على كرمان ثم أوفد قيس بن هبيرة عبد الله بن خازم إلى ابن عامر في زمن عثمان وكان ابن عامر يكرمه فقال لابن عامر اكتب لي على خراسان عهدا إن خرج عنها قيس بن هبيرة ففعل فرجع إلى خراسان فلما قتل عثمان وبلغ الناس الخبر وجاش العدو لذلك قال ابن خازم لقيس الرأي أن تخلفني وتمضي حتى تنظر فيما ينظرون فيه ففعل فاخرج ابن خازم بعده عهدا بخلافته وثبت على خراسان إلى أن قام علي بن أبي طالب وغضب قيس من صنيع ابن خازم
الخريت بكسر الخاء المعجمة والراء المشددة وسكون الياء تحتها نقطتان وآخره تاء فوقها نقطتان
$ ذكر الزيادة في مسجد النبي $
في هذه السنة زاد عثمان في مسجد النبي في ربيع الأول وكان ينقل الجص من بطن نخل وبناه بالحجارة المنقوشة وجعل عمده من حجارة فيها رصاص وسقفه ساجا وجعل طوله ستين ومائة ذراع وعرضه خمسين ومائة ذراع وجعل أبوابه على ما كانت أيام عمر ستة أبواب

الصفحة 493