كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 494 @

$ ذكر إتمام عثمان الصلاة بجمع وأول ما تكلم الناس فيه $
حج بالناس هذه السنة عثمان وضرب فسطاطه بمنى وكان أول فسطاط ضربه عثمان بمنى وأتم الصلاة بها وبعرفة فكان أول ما تكلم به الناس في عثمان ظاهرا حين أتم الصلاة بمنى فعاب ذلك غير واحد من الصحابة وقال له علي والله ما حدث أمر ولا قدم عهد ولقد عهدت النبي وأبا بكر وعمر يصلون ركعتين وأنت صدرا من خلافتك فما أدري ما يرجع إليه فقال رأي رأيته وبلغ الخبر عبد الرحمن بن عوف وكان معه فجاءه وقال له ألم تصل في هذا المكان مع رسول الله وأبي بكر وعمر ركعتين وصليتها أنت ركعتين
قال بلى ولكني أخبرت أن بعض من حج من اليمن وجفاة الناس قالوا في عامنا الماضي إن الصلاة للمصيم ركعتان واحتجوا بصلاتي وقد اتخذت بمكة أهلا ولي بالطائف مال فقال عبد الرحمن ما في هذا عذر أما قولك اتخذت بها أهلا فإن زوجك بالمدينة تخرج بها إذا شئت وتقدم بها إذا شئت وإنما تسكن بسكناك وأما مالك بالطائف فبينك وبينه مسيرة ثلاث ليال وأنت لست من أهل الطائف وأما قولك عن حاج اليمن وغيرهم فقد كان رسول الله ينزل عليه الوحي والإسلام قليل ثم أبو بكر وعمر فصلوا ركعتين وقد ضرب الإسلام بجرانه فقال عثمان هذا رأي رأيته
فخرج عبد الرحمن فلقي ابن مسعود فقال أبا محمد غير ما تعلم قال فما أصنع قال اعمل بما ترى وتعلم فقال ابن مسعود الخلاف شر وقد صليت بأصحابي أربعا فقال عبد الرحمن قد صليت بأصحابي ركعتين وأما الآن فسوف أصلي أربعا وقيل كان ذلك سنة ثلاثين

الصفحة 494