كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 51 @
عليه
ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل فوجد به سبعون ضربة وطعنة وما عرفه إلا أخته عرفته بحسن بنانه
وقيل إن أنس بن النضر سمع نفرا من المسلمين يقولون لما سمعوا أن النبي قتل ليت لنا من يأتي عبد الله بن أبي بن سلول ليأخذ لنا أمانا من أبي سفيان قبل أن يقتلونا فقال لهم أنس يا قوم عن كان محمد قد قتل فإن رب محمد لم يقتل فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ثم قاتل حتى قتل
وكان أول من عرف رسول الله كعب بن مالك قال فناديت بأعلى صوتي يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله حي لم يقتل فأشار إليه أنصت فلما عرفه المسلمون نهضوا نحو الشعب ومعه علي وأبو بكر وعمر وطلحة والزبير والحارث بن الصمة وغيرهم فلما أسند إلى الشعب أدركه أبي بن خلف وهو يقول يا محمد لا نجوت إن نجوت فعطف عليه رسول الله فطعنه بالحربة في عنقه وكان أبي يقول بمكة لرسول الله إن عندي العود فرسا أعلفه كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليه فيقول له النبي ( بل أنا أقتلك إن شاء الله تعالى ) فلما رجع إلى قريش وقد خدشه رسول الله خدشا غير كبير قال قتلني محمد قالوا والله ما بك بأس قال إنه قد كان قال لي ( أنا أقتلك ) فوالله لو بصق علي لقتلني فمات عدو الله بسرف
وقاتل رسول الله يوم أحد قتالا شديدا فرمى بالنبل حتى فني نبله وانكسرت سية قوسه وانقطع وتره
ولما جرح رسول الله جعل علي ينقل له الماء في درقته من المهراس ويغسله فلم ينقطع الدم فاتت فاطمة وجعلت تعانقه وتبكي وأحرقت حصيرا وجعلت على

الصفحة 51