كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 53 @
( وسلي الذي قد كان في النفس أنني ... قتلت من النجار كل نجيب )
( ومن هاشم قرما نجيبا ومصعبا ... وكان لدى الهيجاء غير هيوب )
( ولو أنني لم أشف منهم قرونه ... لكانت شجا في القلب ذات ندوب )
فأجابه حسان بقوله
( ذكرت القروم الصيد من آل هاشم ... ولست لزور قلته بمصيب )
( أتعجب أن أقصدت حمزة منهم ... عشاء وقد سميته بنجيب )
( ألم يقتلوا عمرا وعتبة وابنه ... وشيبة والحجاج وابن حبيب )
( غداة دعا العاصي عليا فراعه ... بضربة عضب بله بخضيب )
ووقعت هند وصواحباتها على القتلى يمثلن بهم واتخذت هند من آذان الرجال وآنافهم خدما وقلائد وأعطت خدمها وقلائدها وحشيا وبقرت عن كبد حمزة فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها
ثم أشرف أبو سفيان على المسلمين فقال أفي القوم محمد ثلاثا فقال رسول الله لا تجيبوه ثم قال أفي القوم ابن أبي قحافة ثلاثا ثم قال أفي القوم عمر بن الخطاب ثلاثا ثم التفت إلى أصحابه فقال أما هؤلاء فقد قتلوا فقال عمر كذبت أي عدو الله قد أبقى الله لك ما يخزيك فقال اعل هبل اعل هبل فقال رسول الله قولوا الله أعلى وأجل فقال أبو سفيان إن لنا العزى ولا عزى لكم فقال رسول الله قولوا الله مولانا ولا مولى لكم فقال أبو سفيان أنشدك الله يا عمر أقتلنا محمدا قال عمر اللهم لا وإنه ليسمع كلامك فقال أنت أصدق من ابن قمئة ثم قال هذا بيوم بدر والحرب سجال أما أنكم ستجدون في قتلاكم مثلة والله ما رضيت ولا سخطت ولا نهيت ولا أمرت

الصفحة 53