@ 54 @
واجتاز به الحليس بن زبان سيد الأحابيش وهو يضرب في شدق حمزة بزج الرمح ويقول ذق عقق فقال الحليس يا بني كنانة هذا سيد قريش يصنع بابن عمه كما ترون لحما فقال أبو سفيان اكتمها عني فإنها زلة وكانت أم أيمن حاضنة ونساء من الأنصار يسقين الماء فرماها حبان بن العرقة بسهم فأصاب ذيلها فضحك فدفع النبي إلى سعد بن أبي وقاص سهما وقال ارمه فرماه فأصابه فضحك النبي وقال استقاد لها سعد أجاب الله دعوتك وسدد رميتك ثم انصرف أبو سفيان ومن معه وقال إن موعدكم العام المقبل ثم بعث رسول الله عليا في أثرهم وقال انظر فإن جنبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة وإن ركبوا الخيل فإنهم يريدون المدينة فوالذي نفسي بيده لئن أرادوها لأناجزنهم قال علي فخرجت في أثرهم فامتطوا الإبل وجنبوا الخيل يريدون مكة فأقبلت أصيح ما أستطيع أن اكتم وكان رسول الله أمره بالكتمان وأمر رسول الله رجلا أن ينظر في القتلى فرأى سعد بن الربيع الأنصاري وبه رمق فقال للذي رآه أبلغ رسول الله عني السلام وقل له جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته وأبلغ قومي السلام وقل لهم لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله أذى وفيكم عين تطرف ثم مات ووجد حمزة ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به فجذع أنفه وأذناه فحين رآه رسول الله قال لولا أن تحزن صفية أو تكون سنة بعدي لتركته حتى يكون في أجواف السبع وحواصل الطير ولئن أظهرني الله على قريش لأمثلن بثلاثين رجلا منهم وقال المسلمون لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب فأنزل الله في ذلك { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } الآية فعفا رسول الله وصبر ونهى عن المثلة
وأقبلت صفية بنت عبد المطلب فقال رسول الله لابنها الزبير لتردها لئلا ترى ما