@ 55 @
بأخيها حمزة فلقيها الزبير فأعلمها بأمر النبي فقالت إنه بلغني أنه مثل بأخي وذلك في الله قليل فما أرضانا بما كان من ذلك لأحتسبن ولأصبرن
فأعلم الزبير النبي بذلك فقال خل سبيلها فأتته وصلت عليه واسترجعت وأمر رسول الله به فدفن
وكان في المسلمين رجل اسمه قزمان وكان رسول الله يقول أنه من أهل النار فقاتل يوم أحد قتالا شديدا فقتل من المشركين ثمانية أو تسعة ثم جرح فحمل إلى داره وقال له المسلمون أبشر قزمان قال بما أبشر وأنا ما قاتلت إلا عن أحساب قومي ثم اشتد عليه جرحه فأخذ سهما فقطع رواهشه فنزف الدم فمات فأخبر رسول الله فقال أشهد أني رسول الله وكان ممن قتل يوم أحد مخيريق اليهودي قال ذلك اليوم ليهود يا معشر يهود لقد علمتم أن نصر محمد عليكم حق فقالوا إن اليوم يوم السبت فقال لا سبت وأخذ سيفه وعدته وقال إن قتلت فمالي لمحمد يصنع به ما يشاء ثم غدا فقاتل حتى قتل فقال رسول الله ( مخيريق خير يهود )
وقتل اليمان أبو حذيفة قتله المسلمون وكان رسول الله رفعه وثابت بن قيس بن وقش مع النساء فقال أحدهما لصاحبه وهما شيخان ما ننتظر أفلا نأخذ أسيافنا فنلحق برسول الله لعل الله أن يرزقنا الشهادة ففعلا ودخلا في الناس ولا يعلم بهما فأما ثابت فقتله المشركون وأما اليمان فاختلفت عليه سيوف المسلمين فقتلوه ولا يعرفونه فقال حذيفة أبي أبي فقالوا والله ما عرفناه فقال يغفر الله لكم وأراد رسول الله أن يديه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين
واحتمل بعض الناس قتلاهم إلى المدينة فأمر رسول الله بدفنهم حيث صرعوا وأمر أن يدفن الاثنان والثلاثة في القبر الواحد وأن يقدم إلى القبلة أكثرهم قرآنا وصلى عليهم فكان كلما أتي بشهيد جعل حمزة معه وصلى عليهما وقيل كان يجمع تسعة من الشهداء وحمزة عاشرهم فيصلي عليهم
ونزل في قبره علي وأبو بكر وعمر والزبير وجلس رسول الله على حفرته