كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 57 @
$ ذكر غزوة حمراء الأسد $
لما كان الغد من يوم الأحد أذن مؤذن رسول الله بالغزو وقال لا يخرج معنا إلا من حضر بالأمس
فيخرج ليظن الكفار به قوة وخرج معه جماعة جرحى يحملون نفوسهم وساروا حتى بلغوا حمراء الأسد وهي من المدينة على سبعة أميال فأقام بها الاثنين والثلاثاء والأربعاء ومر به معبد الخزاعي وكانت خزاعة مسلمهم ومشركهم عيبة نصح لرسول الله بتهامة وكان معبد مشركا فقال يا محمد لقد عز علينا ما أصابك ثم خرج من عند النبي فلقي أبا سفيان ومن معه بالروحاء قد أجمعوا الرجعة إلى رسول الله ليستأصلوا المسلمين بزعمهم فلما رأى أبو سفيان معبدا قال ما وراءك
قال محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قد جمع معه من تخلف عنه وندموا على ما صنعوا وما ترحل حتى ترى نواصي الخيل
قال فوالله قد أجمعنا الرجعة لنستأصل بقيتهم قال إني أنهاك عن هذا فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه ومر بأبي سفيان ركب من عبد القيس فقال لهم بلغوا عني محمدا رسالة وأحمل لكم إبلكم هذه زبيبا بعكاظ قالوا نعم قال أخبروه أنا قد أجمعنا السير إليه وإلى أصحابه لنستأصلهم
فمروا بالنبي وهو بحمراء الأسد فأخبروه فقال حسبنا الله ونعم الوكيل

الصفحة 57