كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 6 @
رسول الله وليستظل بظلها فنام رسول الله وجرسه أبو بكر حتى رحلوا بعد ما زالت الشمس وكانت قريش قد جعلت لمن يأتي بالنبي دية فتبعهم سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي فلحقهم وهم في أرض صلبة فقال أبو بكر يا رسول الله أدركنا الطلب
فقال {لا تحزن إن الله معنا} ودعا عليه رسول الله فارتطمت فرسه إلى بطنها وثار من تحتها مثل الدخان فقال ادع لي يا محمد ليخلصني الله ولك علي أن أرد عنك الطلب
فدعا له فتخلص فعاد يتبعهم فدعا عليه الثانية فساخت قوائم فرسه في الأرض أشد من الأولى فقال يا محمد قد علمت أن هذا من دعائك فادع لي ولك عهد الله أن أرد عنك الطلب
فدعا له فخلص وقرب من النبي وقال له يا رسول الله خذ سهما من كنانتي وإن إبلي بمكان كذا فخذ منها ما أحببت فقال لا حاجة لي في إبلك
فلما أراد أن يعود عنه قال له رسول الله كيف بك يا سراقة إذا سورت بسواري كسرى قال كسرى بن هرمز قال نعم فعاد سراقة فكان لا يلقاه أحد يريد الطلب إلا قال كفيتم ما ها هنا ولا يلقى أحدا إلا رده قالت أسماء بنت أبي بكر لما هاجر رسول الله أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل فوقفوا على باب أبي بكر فقالوا أين أبوك قلت لا ادري فرفع أبو جهل يده فلطم خدي لطمة طرح قرطي وكان فاحشا خبيثا
ومكثنا مليا لا ندري أين توجه رسول الله حتى أتى رجل من الجن من أسفل مكة والناس يتبعونه يسمعون صوته ولا يرون شخصه وهو يقول
(جزى الله رب الناس خير جزائه ... رفيقين حلا خيمتي أم معبد)

الصفحة 6