@ 60 @
نوفل وكان خبيب هو الذي قتل الحارث بأحد فأخذوه ليقتلوه بالحارث فبينما خبيب عند بنات الحارث استعار من بعضهن موسى يستحد بها للقتل فدب صبي لها فجلس على فخذ حبيب والموسى في يده فصاحت المرأة فقال خبيب أتخشين أن اقتله إن الغدر ليس من شأننا فكانت المرأة تقول ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب لقد رأيته وما بمكة ثمرة وإن في يده لقطف من عنب يأكله ما كان إلا رزقا رزقه الله خبيبا فلما خرجوا من الحرم بخبيب ليقتلوه قال ردوني أصلي ركعتين فتركوه فصلاهما فجرت سنة لمن قتل صبرا ثم قال خبيب لولا أن تقولوا جزع لزدت وقال أبياتا منها
(ولست أبالي حين اقتل مسلما ... على أي شق كان في الله مصرعي)
(وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع)
اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ثم صلبوه وأما عاصم بن ثابت فإنهم أرادوا رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد وكانت نذرت أن تشرب الخمر في رأس عاصم لأنه قتل ابنيها بأحد فجاءت النحل فمنعته فقالوا دعوه حتى يمسي فنأخذه فبعث الله الوادي فاحتمل عاصما وكان عاهد الله أن لا يمس مشركا ولا يمسه مشرك فمنعه الله في مماته كما منع في حياته وأما ابن الدثنة فإن صفوان بن أمية بعث به مع غلامه نسطاس إلى التنعيم ليقتله بابنيه فقال نسطاس أنشدك الله أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه وإنك في أهلك قال ما احب أن محمدا الآن مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنا جالس في أهلي فقال أبو سفيان ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا ثم قتله نسطاس
خبيب بضم الخاء المعجمة وفتح الباء الموحدة بعدها ياء تحتها نقطتان وآخره باء موحدة أيضا والبكير بضم الباء الموحدة تصغير بكر
$ ذكر إرسال عمرو بن أمية لقتل أبي سفيان $
ولما قتل عاصم وأصحابه بعث رسول الله عمرو بن أمية الضمري إلى مكة مع رجل من الأنصار وأمرهما بقتل أبي سفيان بن حرب قال عمرو فخرجت أنا ومعي