كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 61 @
بعير لي وبرجل صاحبي علة فكنت احمله على بعيري حتى جئنا بطن يأجج فعقلنا بعيرنا في فناء شعب وقلت لصاحبي انطلق بنا إلى دار أبي سفيان لنقتله فإن خشيت شيئا فالحق بالبعير فاركبه والحق برسول الله وأخبره الخبر وخل عني فإني عالم بالبلد
فدخلنا مكة ومعي خنجر قد أعددته إن عاقني إنسان ضربته به فقال لي صاحبي هل لك أن نبدأ فنطوف ونصلي ركعتين فقلت إن أهل مكة يجلسون بأفنيتهم وأنا أعرف بها فلم يزل بي حتى أتينا البيت فطفنا وصلينا ثم خرجنا فمررنا بمجلس لهم فعرفني بعضهم فصرخ بأعلى صوته هذا عمرو بن أمية فثار أهل مكة إلينا وقالوا ما جاء إلا لشر وكان فاتكا متشيطنا في الجاهلية
فقلت لصاحبي النجاء هذا والله الذي كنت أحذر أما أبو سفيان فليس إليه سبيل فانج بنفسك فخرجنا نشتد حتى سعدنا الجبل فدخلنا غارا فبتنا فيه ليلتنا ننتظر أن يسكن الطلب قال فوالله إني لفيه إذ أقبل عثمان بن مالك التيمي يختل بفرسه له فقام على باب الغار فخرجت إليه فضربته بالخنجر تحت الثدي فصاح صيحة أسمع أهل مكة فأقبلوا إليه ورجعت إلى مكاني فوجدوه وبه رمق فقالوا من ضربك قال عمرو بن أمية ثم مات ولم يقدر يخبرهم بمكاني وشغلهم قتل صاحبهم عن طلبي فاحتملوه ومكثنا في الغار يومين حتى سكن عنا الطلب ثم خرجنا إلى التنعيم فإذا بخشبة خبيب وحوله حرس فصعدت بخشبته فاحتللته واحتملته على ظهري فما مشيت به إلا نحو أربعين خطوة حتى نذروا بي فطرحته فاشتدوا في أثري فأخذت الطريق فأعيوا ورجعوا وانطلق صاحبي فركب البعير وأتى النبي فأخبره وأما خبيب فلم ير بعد ذلك وكأن الأرض ابتلعته قال وسرت حتى دخلت غارا بضجنان ومعي قوسي وأسهمي فبينا أنا فيه إذ دخل علي رجل من بني الدئل أعور طويل يسوق غنما فقال من الرجل قلت من بني الدئل فاضطجع معي ورفع عقيرته يتغنى ويقول

الصفحة 61