كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 63 @
$ ذكر بئر معونة $
في هذه السنة في صفر قتل جمع من المسلمين ببئر معونة وكان سبب ذلك أن أبا براء بن عازب بن عامر بن مالك بن جعفر بن ملاعب الأسنة سيد بني عامر بن صعصعة قدم المدينة وأهدى للنبي هدية فلم يقبلها وقال يا أبا براء لا أقبل هدية مشرك ثم عرض عليه الإسلام فلم يبعد عنه ولم يسلم وقال إن أمرك هذا حسن فلو بعثت رجلا من أصحابك إلى أهل نجد يدعوهم إلى أمرك لرجوت أن يستجيبوا لك فقال رسول الله أخشى عليهم أهل نجد فقال أبو براء أنا لهم جار فبعث رسول الله سبعين رجلا فيهم المنذر بن عمر والأنصاري والحارث بن الصمة وحرام بن ملحان وعامر بن فهيرة وغيرهم قيل كانوا أربعين فساروا حتى نزلوا ببئر معونة من أرض بني عامر وحرة بني سليم فلما نزلوها بعثوا حرام بن ملحان بكتاب النبي إلى عامر بن الطفيل فلما أتاه لم ينظر إلى الكتاب وعدا على حرام فقتله فلما طعنه قال الله أكبر فزت ورب الكعبة
واستصرخ بني عامر فلم يجيبوه وقالوا لن نخفر أبا براء فقد أجارهم فاستصرخ بني سليم عصية ورعل وذكوان فأجابوه وخرجوا حتى أحاطوا بالمسلمين فقاتلوهم حتى قتلوا عن آخرهم إلا كعب بن زيد الأنصاري فإنهم تركوه وبه رمق فعاش حتى قتل يوم الخندق وكان في سرح القوم عمرو بن أمية ورجل من الأنصار فرأيا الطير تحوم على العسكر فقالا إن لها لشأنا فأقبلا ينظران فإذا القوم صرعى وإذا الخيل واقفة فقال عمرو نلحق برسول الله فنخبره الخبر فقال الأنصاري لا أرغب بنفسي عن موطن فيه المنذر بن عمرو ثم قاتل القوم حتى قتل فأخذوا عمرو بن أمية أسيرا فلما

الصفحة 63