كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 70 @
$ ذكر غزوة الخندق وهي غزوة الأحزاب $
وكانت في شوال وكان سببها أن نفرا من يهود من بني النضير منهم سلام بن أبي الحقيق وحيي بن أخطب وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق وغيرهم حزبوا الأحزاب على رسول الله فقدموا على قريش بمكة فدعوهم إلى حرب رسول الله وقالوا نكون معكم حتى نستأصله فأجابوهم إلى ذلك ثم أتوا على غطفان فدعوهم إلى حرب رسول الله وأخبروهم أن قريشا معهم على ذلك فأجابوهم فخرجت قريش وقائدها أبو سفيان بن حرب وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن في بني فزارة والحارث بن عوف بن أبي حارثة المري في مرة ومسعر بن رخيلة الأشجعي في أشجع
فلما سمع بهم رسول الله أمر بحفر الخندق وأشار به سلمان الفارسي وكان أول مشهد شهده مع رسول الله وهو يومئذ حر فعمل فيه رسول الله رغبة في الأجر وحثا للمسلمين وتسلل عنه جماعة من المنافقين بغير علم رسول الله فأنزل الله في ذلك {قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا} الآية وكان الرجل من المسلمين إذا نابته نائبة لحاجة لا بد منها يستأذن رسول الله فيقضي حاجته ثم يعود فانزل الله تعالى {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله} الآية وقسم الخندق بين المسلمين فاختلف المهاجرون والأنصار في سلمان كل يدعيه أنه منهم فقال رسول الله (سلمان منا سلمان منا أهل البيت)
وجعل لكل عشرة أربعين ذراعا فكان سلمان وحذيفة والنعمان بن مقرن وعمرو بن عوف وستة من الأنصار يعملون فخرجت عليهم صخرة كسرت المعول فاعلموا النبي فهبط إليها ومعه سلمان فأخذ المعول وضرب الصخرة ضربة صدعها وبرقت منها برقة أضاءت ما بين لابتي المدينة حتى لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم فكبر رسول الله والمسلمون ثم الثانية كذلك ثم الثالثة كذلك ثم خرج وقد

الصفحة 70