@ 76 @
آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم فعلم كثير منهم انه يقتلهم فلما انتهى سعد إلى رسول الله قال قوموا إلى سيدكم أو قال خيركم فقاموا إليه وأنزلوه وقالوا يا أبا عمرو أحسن إلى مواليك فقد رد رسول الله الحكم فيهم إليك فقال سعد عليكم عهد الله وميثاقه أن الحكم فيهم إلي قالوا نعم فالتفت إلى الناحية الأخرى التي فيها النبي وغض بصره عن رسول الله إجلالا وقال وعلى من هاهنا العهد أيضا فقالوا نعم وقال رسول الله نعم قال فإني أحكم أن تقتل المقاتلة وتسبى الذرية والنساء وتقسم الأموال فقال له رسول الله لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة
ثم استنزلوا فحبسوا في دار بنت الحارث امرأة من بني النجار ثم خرج رسول الله إلى سوق المدينة فخندق بها خنادق ثم بعث إليهم فضرب أعناقهم فيها وفيهم حيي بن أخطب وكعب بن أسد سيدهم وكانوا ستمائة أو سبعمائة وقيل ما بين سبعمائة وثمانمائة وأتي بحيي بن أخطب وهو مكتوف فلما رأى النبي قال والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكن من يخذل الله يخذل ثم قال للناس إنه لا بأس بأمر الله كتاب وقدر وملحمة كتبت على بني إسرائيل فاجلس وضربت عنقه ولم تقتل منهم إلا امرأة واحدة قتلت بحدث أحدثته وقتلت أرفعة بنت عارضة منهم وأسلم منهم ثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وأسيد بن عبيد
ثم قسم رسول الله أموالهم فكان للفارس ثلاثة أسهم للفرس سهمان ولفارسه سهم وللراجل ممن ليس له فرس سهم وكانت الخيل ستة وثلاثين فرسا وأخرج منها الخمس وكان أول فيء وقع فيه السهمان والخمس واصطفى رسول الله لنفسه ريحانة بنت عمرو بن خنافة من بني قريظة فأراد أن يتزوجها فقالت اتركني في ملكك فهو أخف علي وعليك فلما انقضى أمر قريظة انفجر جرح سعد بن معاذ واستجاب الله