@ 79 @
المشركين قد أغاروا على سرحه ثم استقبلت الأكمة فناديت ثلاثة أصوات يا صباحاه ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز وأقول
( خذها وأنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع ) قال فوالله ما زلت أرميهم وأعقر بهم فإذا خرج إلي فارس قعدت في أصل شجرة فرميته فعقرت به وإذا دخلوا في مضايق الجبل رميتهم بالحجارة من فوقهم فما زلت كذلك حتى ما تركت من ظهر رسول الله بعيرا إلا جعلته وراء ظهري وخلوا بيني وبينه وألقوا أكثر من ثلاثين رمحا وثلاثين بردة يستخفون بها لا يلقون شيئا غلا جعلت عليه أمارة أي علامة حتى تعرفه أصحاب رسول الله حتى إذا انتهوا إلى مضايق من ثنية أتاهم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر ممدا فقعدوا يتضحون فلما رآني قال من هذا قالوا لقينا منه البرح وقد استنقذ كل ما بأيدينا فما برحت مكاني حتى أبصرت فوارس رسول الله يتخللون الشجر أولهم الأخرم الأسدي واسمه محرز بن نضلة من أسد بن خزيمة وعلى أثره أبو قتادة وعلى أثره المقداد بن الأسود الكندي فأخذت بعنان الأخرم وقلت أحذر القوم لا يقتطعوك حتى يلحق رسول الله وأصحابه فقال يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فلا تحل بيني وبين الشهادة قال فخليته فالتقى هو وعبد الرحمن بن عيينة فعقر الأخرم بعبد الرحمن فرسه وطعنه عبد الرحمن فقتله وتحول عبد الرحمن على فرس الأخرم ولحق أبو قتادة فارس رسول الله بعبد الرحمن فطعنه فانطلقوا هاربين قال سلمة فوالذي كرم وجه محمد لتبعتهم أعدو على رجلي حتى ما أرى ورائي من أصحاب محمد ولا غبارهم شيئا وعدلوا قبل غروب الشمس إلى غار في ماء يقال له ذو قرد ليشربوا منه وهم عطاش فنظروا إلي أعدو في آثارهم فأجليتهم عنه فما ذاقوا منه قطرة قال واشتدوا في ثنية ذي أبهر فأرشق