كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 82 @
فعلتم بأنفسكم أحللتموهم ببلادكم وقاسمتموهم أموالكم والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير بلادك فسمع ذلك زيد فمشى به إلى النبي وذلك عند فراغ رسول الله من غزوه فأخبره الخبر وعنده عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله مر به عباد بن بشر فليقتله فقال رسول الله كيف إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ولكن أذن بالرحيل فارتحل في ساعة لم يكن يرتحل فيها ليقطع ما الناس فيه فلقيه أسيد بن حضير فسلم عليه وقال يا رسول الله لقد رحت في ساعة لم تكن تروح فيها فقال أوبلغك ما قال عبد الله بن أبي قال وماذا قال قال زعم إن رجع إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل قال أسيد فأنت والله تخرجه إن شئت فإنك العزيز وهو الذليل
ثم قال يا رسول الله ارفق به فوالله لقد من الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه فإنه ليرى أنك قد استلبته ملكا وسمع عبد الله بن أبي أن زيدا أعلم النبي قوله فمشى إلى رسول الله فحلف بالله ما قلت ما قال ولا تكلمت به وكان عبد الله في قومه شريفا فقالوا يا رسول الله عسى أن يكون الغلام قد أخطأه وأنزل الله { إذا جاءك المنافقون } تصديقا لزيد فلما نزلت أخذ رسول الله بأذن زيد وقال هذا الذي أوفى الله بأذنه وبلغ عبد الله بن أبي بن سلول ما كان من أمر أبيه فأتى النبي فقال يا رسول الله بلغني أنك تريد قتل أبي فإن كنت فاعلا فملاني به فأنا أحمل إليك رأسه وأخشى أن تأمر غيري بقتله فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل أبي يمشي في الناس فأقتله فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار فقال النبي بل نرفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا فكان بعد ذلك إذا أحدث حدثا عاتبه قومه وعنفوه وتوعدوه فقال رسول الله لعمر بن الخطاب حين بلغه ذلك عنهم كيف ترى ذلك يا عمر أما والله لو قتلته يوم أمرتني بقتله لأرعدت له انف لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته فقال عمر أمر رسول الله أعظم بركة من أمري وفيها قدم مقيس بن صبابة مسلما فيما يظهر فقال يا رسول الله جئت مسلما وجئت أطلب دية أخي وكان قتل خطأ فأمر له بدية أخيه هشام بن صبابة وقد تقدم ذكر قتله آنفا فأقام عند رسول الله غير كثير ثم عدا على قاتل أخيه فقتله ثم خرج إلى مكة مرتدا فقال

الصفحة 82