كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 2)

@ 9 @
على النبي بمكة ثماني سنين ولم يوافقه غيره
$ ذكر ما كان من الأمور أول سنة من الهجرة $
فمن ذلك تجميعه بأصحابه الجمعة في اليوم الذي نزل فيه من قباء في بني سالم في بطن واد لهم وهي أول جمعة جمعها رسول الله في الإسلام وخطبهم وهي أول خطبة وكان رجل من قباء يريد المدينة فركب ناقته وأرخى زمامها فكان لا يمر بدار من دور الأنصار إلا قالوا هلم يا رسول الله إلى العدد والعدة والمنعة فيقول خلوا سبيلها فإنها مأمورة حتى انتهى إلى موضع مسجده اليوم فبركت على باب مسجده وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين في حجر معاذ بن عفراء وهما سهل وسهيل ابنا عمرو من بني النجار فلما بركت لم ينزل عنها ثم وثبت فسارت غير بعيد ورسول الله واضع لها زمامها لا يثنيها به فالتفتت خلفها ثم رجعت إلى مبركها أول مرة فبركت فيه ووضعت جرانها فنزل عنها رسول الله واحتمل أبو أيوب الأنصاري رحله وسأل رسول الله عن المربد فقال معاذ بن عفراء هو ليتيمين لي وسأرضيهما من ثمنه فأمر به رسول الله أن يبني مسجدا وقام عند أبي أيوب حتى بنى مسجده ومساكنه
وقيل إن موضع المسجد كان لبني النجار فيه نخل وحرث وقبور المشركين فقال رسول الله ثامنوني به فقالوا لا نبغي به إلا ما عند الله
فأمر به فبنى مسجده وكان قبله يصلي حيث أدركته الصلاة وبناه هو والمهاجرون والأنصار وهو الصحيح وفيها بني مسجد قباء وفيها أيضا توفي كلثوم بن الهدم وتوفي يعده أسعد بن زرارة وكان نقيب بني النجار فاجتمع بنو النجار وطلبوا من رسول الله أن يقيم لهم نقيبا فقال لهم انتم إخواني وأنا نقيبكم فكان فضيلة لهم وفيها مات أبو أحيحة بالطائف والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل السهمي بمكة مشركين وفيها بنى النبي بعائشة بعد مقدمه المدينة بثمانية أشهر وقيل بسبعة أشهر في ذي

الصفحة 9