كتاب جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب (اسم الجزء: 2)

واستغن ماأغناك ربك بالغنى ... وإذا تصبك خصاصة فتحمل
وإذا افتقرت فلا تكن متخشعاً ... ترجو الفواصل عند غير المنفصل
وإذا تشاجر في فؤادك مرة ... أمران فاعمد للأعف الأجمل
وإذا هممت بأمر سوء فاتئد ... وإذا هممت بأمر خير فاعجل

وقال فقيد اللغة الشيخ ناصيف اليازجي
دع يوم أمس وخذ في شأن يوم غد ... واعدد لنفسك فيه أفضل العدد
واقنع بما قسم الله الكريم ولا ... تبسط يديك لنيل الرزظق من أحد
والبس لكل زمان بردة حضرت ... حتى تحاك لك الأخرى منم البرد
ودر مع الدهر وانظر في عواقبه ... حذار أن تبتلى عيناك بالرمد
متى ترى الكلب في أيام دولته ... فاجعل لرجليك أطواقاً من الزرد
واعلم بأن عليك العار تلبسه ... من عضة الكلب لا من عضة الأسد
لاتأمل الخير من ذي نعمة حدثت ... فهو الحريص عل أثوابه الجدد

وقال السيد علي أبو النصر المتوفى سنة 1298هـ?
بقدر الرأي تعتبر الرجال ... وبالآمال ينتظر المآل
وإفراط البليغ إذا تمادى ... على حالٍ يخالطه ابتذال
وإمساك الأديب يفيد علماً ... بأحوال الغبي كما يقال
ومن عرف الحقائق مات غماً ... وإن طلب الإقالة لايقال
وبالإقدام يسهل كل صعب ... وبالتمويه يتسع المجال
وبالتحقيق تتضح الخفايا ... وعند الشك ينتظر الهلال
ومن لم يتئد في كل أمر ... تخطاه التدارك والمنال
وهضم النفس أقبح كل شيء ... على حرله فيها كمال
ومن لزم القناعة نال عزاً ... وهل بالذل منقبة تنال

وقال مؤلف هذا الكتاب معارضاً لامية الطغرائي
عليك بالصبر والإخلاص في العمل ... ولازم الخير في حل ومرتحال
وجانب الشر وأعلم أن صاحبه ... لابد يجزاه في سهل وفي جبل
واثبت ثبات الرواسي الشامخات ولا ... تركن إلى فشل في ساعة الوهل
وكن كرضوى لما يعروك من نوب ... ولا تكن جازماً في الحادث الجلل
واصبر على مضض الأيام محتملاً ... ففيه قرع لباب النجح والأمل
تأن متئداً فيما تروم ولا ... تعجل وإن خلق الإنسان من عجل
لاتطلب العز في دار ولدت بها ... فالعز عند رسيم الأينق الذلل
شمر وجد لأمر أنت طالبه ... إذ لاتنال المعالي قط بالكسل

الصفحة 444